وذكر البخاري لأبي داود حديثًا، وصله، وقال: إرسالُه أثبت (١).
وقال الخطيب: كان حافظًا، مُكثرًا، ثقةً ثَبْتًا (٢).
(وقال ابن عَدِيٍّ: أبو داود في أيَّامه أحفظُ مَن بالبصرة)(٣)(٤).
وحكى الدَّارقُطنيُّ في "الجرح والتعديل" عن ابن مَعِين قال: كُنَّا عند أبي داود فقال: حدَّثنا شُعبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال:"نهى النبى ﷺ عن النَّوْح"(٥)، قال: فقيل له (٦): يا أبا داود هذا حديث شَبابة، قال: فدعه، قال الدَّارقُطنيُّ: لم يحدِّث به إلا شَبابةُ، قال: وهذه قصَّة مَهُولةٌ عظيمة في أبي داود (٧).
قلتُ: أخطأ أبو داود في هذا الحديث، أو نَسِي، أو دلَّس، فكان ماذا؟
قال محمَّد بن المِنْهال (٨): حدَّثنا يزيد بن زُرَيع، حدَّثنا شُعبة بحديثين، قال محمَّد: قال يزيد: حدَّثتُ بهما أبا داود، فكتبهما عنِّي، ثمَّ حدَّث بهما عن شُعبة (٩).
(١) "التاريخ الكبير" (٧/ ١٩٠) وقال فيه: والأوَّل أصح. انظر: "الكامل" لابن عدي (٤/ ١٩٥). (٢) "تاريخ مدينة السلام" (١٠/ ٣٢). (٣) ما بين القوسين سقط من (ف)، و (م)، و (ب). (٤) "الكامل" (٤/ ١٩٧). (٥) هكذا جاءت هذه اللفظة: "النَّوْح" في "إكمال تهذيب الكمال" (٦/ ٥٤ - ٥٥) كما هنا؛ وأما في سؤالات "البرقاني عن الدَّارقُطنيّ (ص ١٦٢ - ١٦٣)، و"التاريخ" ليحيى بن معين، رواية الدوري (٢/ ٧٥)، و (٢/ ١٤٦)، و"تاريخ مدينة السلام" (١٠/ ٣٤) عن ابن عمر: "أن النبي نهى عن القَزَع"، والله أعلم. (٦) "له" سقطت من (م). (٧) "سؤالات البرقاني" عنه (ص ١٦٢). (٨) في (م) "محمَّد بن منهال". (٩) "الكامل" لابن عدي (٤/ ١٩٦).