وقال يحيى بن أَكْثَم: قال لي المأمون: مَن تركتَ بالبصرة؟ فوصفتُ له مشايخَ منهم سليمان بن حَرْب، وقلت: هو ثقة، حافظ للحديث، عاقل في نهاية السِّتر والصِّيانة، فأمرني بحمله إليه، فكتبتُ إليه في ذلك، فَقَدِم، وولاه قضاء مكة، فخرج إليها (٢).
قال الخطيب: وكان ذلك سنة أربع عشرة ومئتين، فلم يزل على ذلك إلى أن عُزل سنة تسع عشرة (٣).
وقال الخطيب: أخبرنا الحسن بن أبي بكر (٤)، أخبرنا أبو سَهْل القَطَّان (٥)، حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي (٦)، حدَّثنا علي بن المدينيِّ، حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن سليمان بن حَرْب قال: سمعتُ حمَّاد بن زيد يقول: أخوف ما أخاف على أيوب، وابن عَوْن الحديث، قال القاضي: وسمعته من سليمان، ولكنِّي لهذا أحفظ (٧).
(١) "المعرفة والتاريخ" (١/ ١٣٧). (٢) "تاريخ مدينة السلام" (١٠/ ٤٧ - ٤٨). (٣) المصدر السابق. (٤) هو الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البغدادي البزاز (ت ٤٢٦ هـ)، وقيل: (٤٢٥ هـ). انظر: "تاريخ مدينة السلام" (٨/ ٢٢٣)، و"سير أعلام النبلاء" (١٧/ ٤١٥). (٥) هو الحافظ أبو سهل أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن زياد القطان (ت ٣٥٠ هـ). "تاريخ مدينة السلام" (٦/ ١٩٤)، و"سير أعلام النبلاء" (١٥/ ٥٢١). (٦) هو الحافظ أبو إسحاق أسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري (ت) (٢٨٢ هـ). انظر: "تاريخ مدينة السلام" (٧/ ٢٧٢)، و"سير أعلام النبلاء" (٣٣٩). (٧) "تاريخ مدينة السلام" (١٠/ ٤٦).