الغَضُوبة، الطائيّ، أبو عليّ، ويُقال (١): أبو بكر، المَوْصِليّ، أخو عليّ، ولجَدِّه مازن صحبةٌ.
روى عن ابن عُيينة وأبي معاوية وابنِ إدريس، وابن فُضَيل، والمحاربيّ، وابن عليّة، وغيرهم.
روى عنه: النَّسائيُّ، وأخوه عليّ وعبد الرحمن - ابن أخي الإمام -، ومكحول البيروتيّ، وأبو بكر بن أبيّ، داود وغيرهم.
قال النّسائيُّ: لا بأس به، وهو أحبُّ إليّ مِنْ أخيه عليّ (٢).
وقال ابن أبي حاتم: أدركته، ولمْ أكتُبْ عنه، وكان صدوقًا (٣).
وقال صاحبُ "تاريخ المَوصلِ"(٤): هَجَرَه أخوه عليّ لمسألة اللَّفظِ (٥)، وقد شارك عليًّا في شيوخه، وتفرَّدَ عنه بابن عليّة؛ فإنّ عليًّا لم يسمع منه.
(١) كنَّاه بذلك: أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكُنى" (٢/ ١٩٧)، وابنُ منده في "فتح الباب في الكُنى والألقاب" (ص ١٢٤)، والخطيب في "المتفق والمفترق" (١/ ١٧١)، وغيرهم. (٢) "تسمية شيوخه - رواية ابن بسّام" (ص ٥٣). (٣) "الجرح والتعديل" (٢/ ٤٩). (٤) هو الإمام أبو زكريا يزيد بن محمّد الأزديّ، تقدّمت ترجمته. (٥) المراد بمسألة اللفظ: قولهم (لفظي بالقرآن مخلوقٌ). وهو من الإطلاقاتِ المجمَلة، التي تحتمل حقًّا، وتحتمل باطلًا؛ فإنّ (اللَّفظ): ١ - يُطلق ويُراد به: المصدر، وهو التلفُّظ، فهذا فعلٌ للعبد مخلوقٌ. ومن قال إنّه - على هذا المعنى - غير مخلوقٌ فهو مبتدعٌ؛ فإنّه يزعم - حينئذٍ - أن أفعالَ العباد غيرُ مخلوقةٍ، والله - تعالى - يقول: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصّافّات: ٩٦]. ٢ - كما يُطلق ويُراد به المفعول، وهو الملفوظ، فهذا كلامٌ لله ﷿ غير مخلوقٌ. ومن قال إنّه - على هذا المعنى - مخلوقٌ فهو جهميٌّ؛ لأنَّه يزعم - حينئذٍ - أنّ كلامَ اللهِ مخلوقٌ، والحقُّ أنّه غيرُ مخلوق، كما قال - تعالى -: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ [جزء من الآية ٥٤، من سورة الأعراف]. قال شيخُ الإسلام ابن تيميّة ﵀ كما في "مجموع الفتاوي" (١٢/ ١٧٠ - ١٧١): =