في السَوق، فجاء حسين فقعد عند رأسه فقال: أي أخي من صاحبك؟ قال: تريد قتله؟ قال: نعم، قال: لئن كان صاحبي الذي أظن: الله أشد له نقمة، وإن لم يكنه: ما أحب أن تقتل بي بريئًا (١).
وقال أبو عوانة: عن مغيرة، عن أم موسى يعني سرية علي، أن جعدة بنت الأشعث بن قيس سقت الحسن السم، فاشتكى منه شكاة، فكان توضع تحته طست وترفع أخرى نحوًا من أربعين يومًا (٢).
وقال أبو عوانة: عن حصين عن أبي حازم لما حُضِر الحسن، قال للحسين: ادفنوني عند أبي، يعني النبي ﷺ إلا أن تخافوا الدماء، فإن خفتم الدماء فلا تهريقوا فيّ دمًا، ادفنوني في مقابر المسلمين (٣).
وقال سالم بن أبي حفصة عن أبي حازم: إني لشاهد يوم مات الحسن، فرأيت الحسين يقول لسعيد بن العاص ويطعن في عنقه: تقدم فلولا أنها سنة ما قدمت وكان بينهم شيء، فقال أبو هريرة: أتنفسون على ابن نبيكم بتربة تدفنونه فيها وقد سمعت رسول الله ﷺ يقول: من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني (٤).
وقال ابن إسحاق: حدثني مساور مولى بني سعد بن بكر، قال: رأيت أبا هريرة قائمًا على المسجد يوم مات الحسن يبكي وينادي بأعلى صوته: يا أيها الناس مات اليوم حِب رسول الله ﷺ فابكوا (٥).
وقال ابن عيينة: عن جعفر بن محمد عن أبيه: قُتل عليٌّ وهو ابن ثمانٍ وخمسين سنة، ومات لها الحسن، وقُتل لها الحسين (٦).
(١) المصدر السابق (٦/ ٣٨٦). (٢) المصدر السابق (٦/ ٣٨٧). (٣) المصدر السابق (٦/ ٣٨٧). (٤) "المستدرك على الصحيحين" للحاكم (٣/ ١٧١). (٥) "تاريخ دمشق" (١٣/ ٢٩٥). (٦) "تاريخ دمشق" (١٣/ ٢٩٩).