روى ابن الأنباري أنه مَات في حبس يُوسُف بن عمر، وأنَّه قتله دهاؤه، قَالَ للسجان: أَعلِم يُوسُف أني قدمت، ولك مني ما يغنيك، فأعلمه فقَالَ:"يُوسُف أحبّ أن أراه ميتًا"، فرجع إليه السجان فألقى علَيْه شيئًا، فغمه حتى مات ثمَّ أراه يُوسُف" (١).
ذكره البُخَاري في "الأحكام".
وروى له التِّرْمِذِيّ حديثًا وَاحِدًا:(لا تُصِيبُ عَبْدًا بَلِيَّةٌ إِلَّا بِذَنْبٍ)(٢).
قلت: قَالَ أبو العَبَّاس المبرد: "أول مَن أظهر الجَوْر مِنَ القضاة في الحُكْم بلال، وكَان يَقُول: إن الرجلين ليختصمان إليّ فأجد أحدهما أخفَّ على قلبي فأَقضِيَ له" (٣).
وذكره أبو العَرَب الصَّقِلِّي في "كتَاب الضعفاء"، وحكى عن مَالِك بن دينَار أنه قَالَ لما ولي بلال القضاء: "يا لكِ أمة هلكت ضياعًا" (٤).
(١) "تاريخ دمشق" (١٠/ ٥٢٠). (٢) "سنن الترمذي" (٥/ ٣٧٧) رقم: (٣٢٥٢)، عن عبيد الله بن الوازع، حدثني شيْخ من بني مرة قَالَ: قدمت الكوفة فأخبرني عن بلال بن أبي بردة، فقلت إن فيه لمعتبرًا، فأتيته وهُو محبوس في داره التي قد كَان بنى، قَالَ: وإذا كل شيء منه قد تغير من العذاب والضرب، وإذا هُو في قشاش، فقلت: الحمد لله! يا بلال! لقد رَأيْتك وأنت تمر بنا تمسك بأنفك من غير غبار وأنت في حالك هَذا اليوم؟ فقَالَ: ممن أنت؟ فقلت: من بني مرة بن عباد، فقَالَ ألا أحدثك حديثًا عسى الله أن ينفعك به؟ قلت: هات قَالَ: حدثني أبي أبو بردة، عن أَبِيه أبي مُوسَى ﵁ أن رَسُول الله ﷺ قَالَ: (لا يصيب عبدا نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر). قَالَ: وقرأ؛ ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ﴾. قَالَ التِّرْمذِيّ (غريب)، وقَالَ الألباني (إِسْنَادِه ضَعِيف). (٣) "الكامل في اللغة والأدب" (٢/ ٤٠). (٤) وزاد: (ولي أمرك بلالٌ)، "إكمال" مُغْلَطاي (٣/ ٣٩).