وقيل: كان اسمها برة، فسماها رسول الله ﷺ ميمونة، وتوفيت بسَرِف (١) حيث بنى بها رسول الله ﷺ، وهو ما بين مكة والمدينة، وذلك سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة ست وستين (٢)، وصلى عليها عبد الله بن عباس (٣).
قلت: القول الأول هو الصحيح، أما الآخران فغلط بلا ريب، فقد صح من حديث يزيد بن الأصم قال: دخلت على عائشة بعد وفاة ميمونة، فقالت: كانت من أتقانا الله (٤).
وقال يعقوب بن سفيان: توفيت سنة تسع وأربعين (٥).
وخالف الجميع ابن الجوزي فأرخها في "المنتظم" سنة إحدى وستين (٦)، وهو غلط كما تقدم.
(١) سرف: بفتح أوله وكسر ثانيه بعده فاء، ولا يدخله التعريف: وهو موضع على سنّة أميال من مكة، وقيل: سبعة، وتسعة، واثني عشر، تزوّج به رسول الله ﷺ ميمونة بنت الحارث، وهناك بنى بها وهناك توفّيت، انظر "معجم البلدان" (٣/ ٢١٢)، وفي و "معالم الأثيرة" (١/ ١٣٩) واد متوسط الطول من أودية مكة، يأخذ مياه ما حول الجعرانة - شمال شرقي مكة - ثم يتجه غرباً، فيمرّ على اثني عشر كيلًا، شمال مكة. (٢) هذه الجملة (وقيل سنة ست وستين) غير مثبتة في (م). (٣) انظر: "الاستيعاب" (ص ٩٣٧ - ٩٣٨)، رقم (٣٤٥٤). (٤) أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (١٠/ ١٣٤)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (١٠/ ٥٦٣)، رقم (٢٠٦٩٦)، والحارث بن أبي أسامة كما في "بغية الباحث" (١/ ٥١٣)، رقم (٤٥٥)، وغيرهم، كلهم عن هشام بن كثير، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم قال: تلقيت عائشة أنا، وابن عمر، وطلحة، وهو ابن أختها … وهذا الأثر إسناده حسن، لأجل جعفر بن برقان، وهو صدوق يهم؛ في حديث الزهري. انظر: "التقريب" (ص ١٩٨) رقم (٩٤٠). (٥) "المعرفة والتاريخ" (٣/ ٣١٩). (٦) انظر: "المنتظم" (٦/ ٤)، رقم (٤١٢).