قلت: وقال سعيد بن هَنَّاد (١): ما رأيتُ أفصح من هَيَّاج، لقد حدَّثَ ببغداد فاجْتَمَع عنده مائة ألفٍ يَتَعَجَّبُون من فَصَاحَتِه (٢).
وروى عن مالك بن سليمان قال: كان الهَيَّاجُ أعلمَ الناسِ وأرحمهُم وأجلَّهُم وأَشْجَعَهُم وأَسْخَاهم وأفقَهَهُم (٣).
ويُرْوَى عن المَكِّيِّ بن إبراهيم قال: ما علمنا بن إبراهيم: قال ما علمنا الهَيَّاجَ إلا ثقةً صادقًا عالمًا (٤).
وقال أبو داود: تركوا حديثَه (٥).
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: متروك الحديث (٦).
وذكره يعقوب بن سفيان في باب:"مَنْ يُرْغَبُ عن الرِّوَايةِ عنهم، وكنتُ أسمعُ أصحابَنَا يُضَعِّفُونَهم"(٧).
وقال ابن عدي: له أحاديث ممَّا لا يُتابع عليه (٨).
(١) قال الذهبي: سعيد بن هناد البوشنجي، ذكره ابن أبي حاتم، وبَيَّض له، مجهول. "ميزان الاعتدال" (٢/ ١٦٢) (٣٢٩١). (٢) "تاريخ بغداد" (١٦/ ١٢٦) (٧٣٨٧). (٣) تاريخ "بغداد (١٦/ ١٢٧) (١٣٨٧). والقائل هو مالك بن سليمان الهروي، قاضي هراة، قال العقيلي: فيه نظر وقال السليماني: فيه نظر وضعفه الدارقطني. وعلّق الذهبي على كلامه المذكور في "تاريخ الإسلام" (٤/ ٧٦١) (٣١٠) فقال: قُلْتُ: وهذا من مُبَالَغَةِ العجم في التَّعْظِيم. (٤) "تاريخ بغداد" (١٢/ ١٢٧) (٧٣٨٧) والمكي بن إبراهيم بن بشير التميمي أبو السكن البلخي، ثقة صالح، توفي سنة ٢١٥ هـ. ينظر ترجمته برقم: (٧٣٠١) من كتابنا. (٥) "سؤالات الآجري" لأبي داود (٢/ ٣١٢) (١٩٦٢). (٦) "الضعفاء والمتروكون" (٣/ ١٧٨) (٣٦١٧)، "إكمال تهذيب الكمال" (١٢/ ١٨٥) (٤٩٨٨). (٧) "المعرفة والتاريخ" (٣/ ٣٧). (٨) هذا النقل عن ابن عدي ليس في (م). "الكامل" (٧/ ١٣٢) (٢٠٤٨).