أبو عِصْمة (١) شديدَ الرَّدِّ على الجهميَّة وأهل الأهواء، ومنه تعلَّم نُعَيم بن حمَّاد (٢).
وقال ابن عدي: حدَّثنا زكريا بن يحيى البُسْتي، سمعت يوسف بن عبد الله الخُوَارِزْمي يقول: سألت أحمد عنه، فقال: لقد كان من الثِّقات (٣).
وقال أيضًا: حدَّثنا الحسن بن سفيان، حدَّثنا عبد العزيز بن سلَّام، حدَّثني أحمد بن ثابت أبو يحيى، سمعت أحمد، ويحيى بن معين يقولان: نُعَيم معروف بالطَّلب، ثم ذمَّه يحيى بأنَّه يروي عن غير الثِّقات (٤).
وقال إبراهيم بن الجُنَيد، عن ابن معين: ثقة. قال: فقلت له: إنَّ قومًا يزعمون أنَّه صحَّح كتبَه من علي العسقلاني، فقال يحيى: أنا سألته فأنكر، وقال: إنَّما كان قد رثَّ (٥)، فنظرت فما عرفتُ ووافق كتبي غيَّرتُ (٦).
وقال حسين بن حِبَّان: قال أبو زكريا: نُعَيم بن حمَّاد صدوق ثقة، رجل صدق، أنا أعرفُ النَّاسِ به، كان رفيقي بالبصرة. وقد قلت له قبل خروجي من مصر: هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني؟ فقال: إنَّما كانت معي نُسخ أصابها الماء فدرس بعضها، فكنت أنظر في كتابه في الكلمة تشكل عليَّ، فأمَّا أنْ أكونَ كتبت منه شيئًا قط فلا. قال ابن معين: ثم قدم عليه ابن أخيه بأصول كتبه إلا أنَّه كان يتوهَّم الشَّيء فيخطئ فيه، وأمَّا هو فكان من أهل الصِّدْق (٧).
(١) قوله: "وكان أبو عِصْمة" ليس في "م". (٢) "العلل ومعرفة الرجال" برواية عبد الله (٣/ ٤٣٧، رقم: ٥٨٦٠). (٣) "الكامل" (٨/ ٢٥١، رقم: ١٩٥٩). (٤) المصدر نفسه. (٥) الرَّثُّ: الشيءُ البالي. ينظر: "الصحاح" (١/ ٢٨٢). (٦) "سؤالات ابن الجنيد" (ص ١٦٧، رقم: ٥٦٤). (٧) "تاريخ بغداد" (١٥/ ٤٢٠، رقم: ٧٢٣٧).