وقال عبد الله بنُ عليّ بنِ المديني عن أبيه: ما كانَ أحدٌ أعلمَ بحديثِ أهلِ الشّامِ مِن إسماعيل لو ثَبَتَ على حديثِ أهلِ الشّام، ولكنّه خَلَّطَ في حديثِه عن أهل العراقِ، وحَدَّثَنا عنه عبد الرحمن قديمًا، وتَرَكَه (١). وقال دُحيم: إسماعيلُ في الشَّامِيِّينَ غايةٌ، وخَلَّط عن المدنيِّينَ. وكَذَا قال البخاريُّ (٢)، والدُّولابي (٣)، ويعقوبُ بنُ شيبة (٤).
وقال ابنُ عَدِيّ: إِذا رَوَى عن الحجازيِّينَ (٥) فلا يخلو مِن غَلَطٍ، إمّا أَنْ يكون حديثًا برأسِه، أو مرسلًا يُوصله، أو موقوفًا يرفعه، وحديثُه عن الشاميِّينَ
(١) "تاريخ بغداد" (٧/ ١٩٣)، وقال علي بنُ المديني أيضًا: (إسماعيل بن عيّاش عندي ضعيفٌ). (٢) قال في "تاريخه الكبير" (١/ ٣٦٩ - ٣٧٠): (ما روى عن الشاميِّين فهو أصحُّ). وقال - كما في "علل الترمذي الكبير" (ص ٥٩) -: (منكر الحديث عن أهل الحجاز وأهل العراق)، وفي موضعٍ ثانٍ من المصدر نفسه (ص ٢٢٠): (حديثُه عن أهل العراق وأهل الحجاز كأنه شبه لا شيء، ولا يُعرف له أصل)، وفي موضع آخر (ص ٣٩٠): (إسماعيل بن عياش إنما هو ما روى عن الشاميين، وروى عن أهل العراق وأهل الحجاز مناكير). وقال أيضًا - كما في "تاريخ بغداد" (٧/ ١٩١) -: (إذا حدّث عن أهل بلده فصحيحٌ، وإذا حدّث عن غير أهل بلده ففيه نظرٌ). (٣) قال - كما في "الكامل في ضعفاء الرجال" (١/ ٤٧٤) -: (ما روى عن الشاميِّين فهو أصحّ). (٤) قال - كما في "تاريخ بغداد" (٧/ ١٩٤) -: (إسماعيل بنُ عيّاش ثقةٌ عند يحيى بنِ معين وأصحابنا فيما روى عن الشاميِّين خاصّة، وفي روايته عن أهل العراق وأهل المدينة اضطرابٌ كثيرٌ، وكان عالمًا بناحيتِه). (٥) قال: (والعراقيِّين).