الترك، بخلاف الغلو في النصب، فلم يقتضِ الترك عندهم، وهو عجيبٌ (١)) (٢). وقال الفَسَويُّ: لا بأس به (٣). وقال ابنُ نُمير (٤) والعجليُّ (٥): ثقةٌ.
وقال الحاكمُ: قرأتُ بخَطِّ أبي عَمرو المستملي: سُئِلَ محمّدُ بنُ يحيى عن إسماعيل بنِ سُميع، فقال: كانَ بَيْهَسيَّا، كانَ ممّن يُبغِضُ عليًّا (٦). قال: وسمعتُ أبا عليٍّ الحافظ يقول: كوفيٌّ، قليلُ الحديثِ، ثقةٌ (٧). وقال الأجري عن أبي داود: ثقةٌ (٨).
(١) وجهُ التفرقة لديهم: أنّ معيار قبول الرواية مبناه على عدالة الرواة وضبطهم، فإذا كان الراوي عدلاً ضابطًا قُبلت روايته، وإلّا طُرحت. ويدخل في عدالة الرواة: صدقُهم فيها، وعدمُ كذبهم. والناصبيُّ لما كان يعتقد أنّ مرتكب الكبيرة كافرٌ = أُمِنَ صدقُه وعدمُ تجرُّئِه على الكذب؛ لأنّ الكذب من جملة الكبائر التي يكفر بها إن فعلها - بزعمه -! وأمّا الرّافضيّ فطُرحت روايتُه لعدم عدالته؛ وذلك أنّه يسبُّ أبا بكرٍ وعُمر ﵄، وسبُّهما فِسْقٌ ينقض العدالة، ثمّ هو قد يجمع إلى ذلك الكذب في الرواية، فلا يُؤمن صدقُه فيها، والله تعالى أعلمُ. (٢) ما بين القوسين - من قوله: (وقال ابنُ أبي خيثمة) إلى هذا الموضع - كلّه غير مثبت في (م)، ولا في (ب) و (ش)، وليس في المطبوع، وهو مثبتٌ في هامش الأصل. (٣) "المعرفة والتاريخ" (٣/ ١٠٢). (٤) انظر: "إكمال تهذيب الكمال" (٢/ ١٧٨). (٥) ليس في الأصول الخطية لمطبوعة "معرفة الثقات"، وقد أفاده المحقِّقُ من هذا الكتاب - "تهذيب التهذيب" -، وانظر له: "إكمال تهذيب الكمال" (٢/ ١٧٨). (٦) المصدر السابق (٢/ ١٧٨). (٧) المصدر السابق (٢/ ١٧٨). (٨) "سؤالات الآجري أبا داود" (١/ ٢١٥).