للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والإعذارات والحذاقات والأيام المشهودة والاجتماعات في الأوقات المعهودة وغرائب الموجودات، والذّخائر المصونات الموجودات بعد الوفيات، والمغانم والفتوحات، والكنوز والدّفائن، والنّفقات، وما أخرج من خزائن قصر الإمام المستنصر باللّه في أيّام الفتنة في سنة ستين وسنة إحدى وستين وأربع مائة» (١).

ولا يشتمل المجلّد المحفوظ في تركيا على كلّ ما أورده المقريزي منسوبا إلى هذا الكتاب، ممّا يدلّ على أنّ الكتاب الذي وقف عليه المقريزي كان يشتمل على نصوص أوسع، كما أنّه كان يختصّ فقط بما أخرج من القصر الفاطمي وقت الشّدّة، بينما يشتمل المجلّد المحفوظ في تركيا على ذكر هدايا وذخائر أخرى خاصّة بالملوك القدماء والخلفاء العبّاسيين. ونشر هذا الكتاب في الكويت سنة ١٩٦٠ محمّد حميد اللّه منسوبا إلى القاضي الرّشيد بن الزّبير، المتوفى سنة ٥٦١ هـ/ ١١٦٦ م!

وقد تعرّف المقريزي على كتاب «الذّخائر والتّحف» أثناء كتابته مسوّدة الخطط، فكلّ النّقول التي نقلها عنه توجد على هامش المسوّدة أو في طيّارات موجودة بين أوراق المسوّدة، أو على سبيل التّذكير كأن يقول مثلا: «ينقل هنا ما ذكره صاحب الذّخائر والتّحف».

ومن أهم مصادر المقريزي في هذا المجلّد كتاب «أخبار مصر» أو «السّيرة المأمونية» للأمير شرف الخلافة جمال الملك (الدّين) أبي علي موسى بن المأمون محمد بن فاتك بن مختار البطائحي، المتوفى بالقاهرة في سادس جمادى الأولى سنة ٥٨٨ هـ/ ١١٨٩ م (٢). ويمثّل هذا الكتاب أهميّة كبيرة لفترة خلافة الآمر بأحكام اللّه ووزارة الأفضل بن بدر الجمالي والوزير المأمون ابن البطائحي والد المؤلّف؛ فابن المأمون هو مصدر المعلومات الهامّة التي قدّمها لنا المقريزي في المجلّد الأوّل عن حلّ الإقطاعات وإعادة روك البلاد الذي أمر به الوزير الأفضل بن بدر الجمالي سنة ٥٠١ هـ/ ١١٠٧ م (٢٢٢: ١ - ٢٣٠)، وكذلك تحويل السّنة الخراجيّة القبطيّة إلى السّنة الهلاليّة العربيّة، الذي أمر به كذلك الوزير الأفضل في نفس السّنة (٧٥٦: ١ - ٧٦٢). ولكنّ تاريخ ابن المأمون ارتبط أكثر بأحداث السّنوات من نهاية ٥١٥ إلى بداية ٥١٩ هـ/ ١١٢٢ - ١١٢٥ م وهي السّنوات التي تولّى فيها الوزارة والده المأمون بن البطائحي، الأمر الذي يسّر له النّفاذ إلى


(١) الرشيد بن الزبير: الذخائر والتحف، المقدمة ٢٥.
(٢) المقريزي: السلوك ١١١: ١؛ وفيما يلي ٥: ٣٦٤.