قال الجوهري في كتاب (a) «الصّحاح»: والمارستان بيت المرضى، معرّب عن ابن السّكّيت (١).
وذكر الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه في كتاب «أخبار مصر»: أنّ الملك مناقيوش بن أشمون - أحد ملوك القبط الأول بأرض مصر - أوّل من عمل البيمارستانات لعلاج المرضى، وأودعها العقاقير، ورتّب فيها الأطبّاء، وأجرى عليهم ما يسعهم. ومناقيوش هذا هو الذي بنى مدينة إخميم، وبنى مدينة سنتريه (٢).
وقال زاهد العلماء أبو سعيد منصور بن عيسى (٣): أوّل من اخترع المارستان وأوجده بقراط بن أبو إقليدس، وذلك أنّه عمل بالقرب من داره - في موضع من بستان كان له - موضعا مفردا للمرضى، وجعل فيه خدما يقومون بمداواتهم، وسمّاه «أحسدولين» (b)، أي:
مجمع المرضى (٤).
(a) ساقطة من بولاق. (b) بولاق: أصدولين. (١) الجوهري: الصحاح ٩٧٥: ٢؛ وراجع عن البيمارستانات عموما، أحمد عيسى: تاريخ البيمارستانات في الإسلام، القاهرة ١٣٥٧ هـ/ ١٩٣٨ م؛ Dunlop،.D.H.، El ٢ art.Bimaristan I، pp. ١٢٥٩ - ٦١ (٢) انظر فيما تقدم ٣٧٦: ١، ٧٣٦، ٦٤٩. (٣) زاهد العلماء، أبو سعيد منصور بن عيسى، كان نصرانيّا نسطوريّا وأخوه مطران نصيبين، خدم بصناعة الطب نصير الدّولة بن مروان الذي ألّف له ابن بطلان «دعوة الأطبّاء». وزاهد العلماء هو الذي بنى «بيمارستان ميّافارقين». ومن بين مؤلفاته «كتاب البيمارستانات»، لم يصل إلينا. (ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء ٢٥٣: ١، ٣٠٩). (٤) ورد هذا النصّ كذلك عند ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء ٢٧: ١ (وربّما كان هو مصدر النقل؟).