للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولهم مواسم أخر ليست هي عندهم من الأعياد الشّرعيّة، لكنّها عندهم من المواسم العادية، وهو يوم النّوروز.

وسأذكر من خبر هذه الأعياد ما لا تجده مجموعا في غير هذا الكتاب، على ما استخرجته من كتب النّصارى وتواريخ أهل الإسلام (١).

[عيد البشارة -]

هذا العيد عند النّصارى، أصله بشارة جبريل مريم بميلاد المسيح وهم يسمّون جبريل غبريال، ويقولون مارت مريم، ويسمّون المسيح ياشوع، وربّما قالوا السّيّد يشوع. وهذا العيد تعمله نصارى مصر في اليوم التاسع والعشرين من شهر برمهات (٢).

عيد الزّيتونة -

ويعرف عندهم بعيد الشّعانين، ومعناه التّسبيح، ويكون في سابع أحد من صومهم. وسنّتهم في عيد الشّعانين أن يخرجوا بسعف (a) النّخل من الكنيسة، ويرون أنّه يوم ركوب المسيح اليعفور (b) (وهو الحمار) في القدس ودخوله إلى صهيون وهو راكب، والناس بين يديه يسبّحون، وهو يأمر بالمعروف، ويحث على عمل الخير، وينهى عن المنكر ويباعد عنه (٣).

وكان عيد الشّعانين من مواسم النّصارى بمصر التي تزيّن فيها كنائسهم. فلمّا كان لعشر خلون من شهر رجب سنة ثمان وتسعين (c) وثلاث مائة، كان عيد الشّعانين، فمنع الحاكم بأمر اللّه أبو عليّ منصور بن العزيز بالله، النّصارى من تزيين كنائسهم وحملهم الخوص على ما كانت عادتهم، وقبض على عدّة ممّن وجد معه شيئا من ذلك، وأمر بالقبض على ما هو محبّس على الكنائس من الأملاك، وأدخلها في الدّيوان، وكتب لسائر الأعمال بذلك، وأحرقت عدّة من صلبانهم على باب الجامع العتيق بمصر (d) والشّرطة (٤).

عيد الفصح (e) -

هذا العيد عندهم هو العيد الكبير، ويزعمون أنّ المسيح لمّا تمالأ اليهود عليه، واجتمعوا على تضليله وقتله، قبضوا عليه وأحضروه إلى خشبة ليصلب عليها،


(a) بولاق: سعف.
(b) بولاق: العفو.
(c) بولاق: سبعين.
(d) ساقطة من بولاق.
(e) الأصل وبولاق وظ: الفسح.
(١) اعتمد المقريزي في ذكره أعياد القبط ربما على أوتخيوس Eutychius أو المكين بن العميد، وهي تقريبا نفس المصادر التي اعتمد عليها القلقشندي عند ذكره لأعياد القبط في مصر وإن لم يصرّح كلّ منهما بمصدره (صبح الأعشى ٤٢٥: ٢ - ٤٣٥، ٢٨٤: ١٣). وأورد المقريزي ذكر أعياد القبط في الكراسة الموجودة بخطه في مكتبة Liege ببلجيكا ورقة ١٨٥ ظ - ١٨٦ ظ.
(٢) القلقشندي: صبح الأعشى ٤٢٥: ٢.
(٣) نفسه ٤٢٥: ٢.
(٤) المقريزي: اتعاظ الحنفا ٧١: ٢.