هذا الأمير هو مقدّم السّلاح دارية، والمتولّي لحمل سلاح السّلطان في المجامع الجامعة، وهو المتحدّث في السّلاح خاناه وما يستعمل بها وما يقدّم إليها ويطلق منها (١)، وهو أبدا من أمراء المئين (٢).
الدّوادار
ومن عادة الدّولة أن يكون بها من أمرائها من يقال له «الدّوادار». وموضوعه لتبليغ الرّسائل عن السّلطان وإبلاغ عامّة الأمور، وتقديم القصص إلى السّلطان، والمشاورة على من يحضر إلى الباب وتقديم البريد هو وأمير جاندار وكاتب السّرّ. وهو الذي يقدّم إلى السّلطان كلّ ما تؤخذ عليه «العلامة السّلطانية» في المناشير والتّواقيع والكتب، وكان يخرج عن السّلطان بمرسوم ممّا يكتب، فيعيّن رسالته في المرسوم (٣).
واختلفت آراء ملوك التّرك في الدّوادار: فتارة كان من جملة (a) أمراء العشراوات والطّبلخاناه، وتارة كان من أمراء الألوف. فلمّا كانت الأيّام الأشرفية شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون، ولي الأمير أقتمر الحنبلي وظيفة الدّوادارية - وكان عظيما في الدّولة - فصار يخرج المراسيم السّلطانية بغير مشاورة كما يخرج نائب السّلطنة، ويعينّ في المرسوم أنّ ذلك (b) كتب برسالته، ثم نقل إلى نيابة السّلطنة، وأقام الأشرف عوضه الأمير طاشتمر الدّوادار، وجعله من أكبر أمراء
(a) ساقطة من بولاق. (b) بولاق: إذ ذاك أنه. (١) انظر فيما تقدم ٩٥ هـ ٢. (٢) ابن فضل اللّه العمري: مسالك الأبصار ٥٨؛ القلقشندي: صبح الأعشى ١٨: ٤، ٤٥٦: ٥؛ السبكي: معيد النعم ٣٤؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٨٤: ٧ - ١٨٧، السيوطي: حسن المحاضرة ١٣١: ٢؛ حسن الباشا: الفنون الإسلامية والوظائف ٢٢٥ - ٢٢٧. وهنا على هامش (ص): «ثم أقيم أميرا شادّا للسّلاح خاناه يدعى زرد كاشا كبيرا يتولّى ذلك مع رتبته». (٣) ابن فضل اللّه العمري، مسالك الأبصار ٥٨؛ القلقشندي: صبح الأعشى ١٩: ٤، ٤٦٢: ٥؛ السبكي: معيد النعم ٢٥؛ وانظر كذلك أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٨٥: ٧؛ السيوطي: حسن المحاضرة ١٣١: ٢؛ حسن الباشا: الفنون الإسلامية والوظائف ٥١٩ - ٥٣٥؛ ماجد: نظم سلاطين المماليك ٤٦: ٢؛ Ayalon، D.، El ٢ art. Dawadar II، pp. ١٧٧ - ٧٨.