ذكر سعيد بن البطريق أنّ معنى البيما: نسل الأربعين «وذلك أنّ الرّوم لمّا خرجوا من مصر في دخول الإسلام تخلّف منهم أربعون رجلا فتناسلوا وكثروا وتوالدوا بأسفل أرض مصر فسمّوا البيما، أي نسل الأربعين». (التاريخ المجموع ٥٧: ٢).
[باب زويلة (٢٦٨: ٢ هـ ٢)]
يطلق العامّة على هذا الباب اسم «باب المتولّي»، وهي تسمية ترجع - فيما يبدو - إلى مطلع العصر العثماني (٩٢٣ هـ/ ١٥١٧ م). فنحن نعلم أنّ السّلطان المملوكي أبا النّصر قانصوه الغوري قتل في مرج دابق ببلاد الشّام أثناء مواجهته جيوش سليم الأوّل العثماني. وكان «نائب الغيبة» في القاهرة هو الأمير طومان باي، الذي لم يسارع بعد وصول أنباء اندحار الجيش المملوكي إلى إعلان نفسه سلطانا، بل قبل الأمر بعد إلحاح أمراء المماليك عليه وتدخّل الشّيخ أبي السّعود الجارحي - أحد كبار المتصوّفة في هذا العصر -. لم تكن ظروف البلاد تسمح بعمل احتفال كبير - كما جرى الرّسم - بتوليته السّلطنة، كما أنّ فترة سلطنته لم تتجاوز الثلاثة أشهر إلاّ بأيّام، فلم يعرفه أغلب أهل القاهرة إلاّ ك «متولّ للأمر»، ولهذا السّبب عند ما أعدم العثمانيّون طومان باي على باب زويلة صاح النّاس أنّ المتولّي علّق بباب زويلة، فأطلق على الباب من حينئذ «باب المتولّي».
وكان طومان باي عند ما أيقن بعد اقتياده إلى باب زويلة أنّها النّهاية، طلب إلى أهل القاهرة أن يقرأوا له «الفاتحة» ثلاث مرّات؛ وبعد أن شاهد أهل القاهرة المتولّي طومان باي معلّقا بباب زويلة، كان كلّ من يعبر الباب يقرأ «الفاتحة» ترحّما على طومان باي ولكي يحفظه اللّه من نهاية مماثلة، واستمرّت عادة قراءة الفاتحة عند عبور الباب موصولة عند النّاس.