هذا الخطّ من حدّ باب الكافوري في الغرب إلى باب سعادة، وبه الآن صفّان من الأملاك: أحدهما مشرف على الخليج، والآخر مشرف على الشّارع المسلوك فيه من باب القنطرة إلى باب سعادة. ويقال لهذا الشّارع «بين السّورين»: تسمية سمّته العامّة بها (a)، فاشتهر بذلك (١).
وكان في القديم بهذا الخطّ البستان الكافوري، مشرف (b) عليه بحدّه الغربي، ثمّ (c) مناظر اللّؤلؤة، وقد بقيت منها عقود مبنية بالآجرّ يمرّ السالك في هذا الشّارع من تحتها، ثم مناظر دار الذّهب، وموضعها الآن دار تعرف بدار بهادر الأعسر، وعلى بابها بئر يستقي منها الماء في حوض يشرب منه الدّوابّ، ويجاورها قبو معقود يعرف بقبو الذّهب هو من بقيّة مناظر دار الذّهب (٢).
وبحذاء (d) دار الذّهب منظرة الغزالة، وهي بجوار قنطرة الموسكي، وقد بني في مكانها ربع يعرف إلى اليوم بربع غزالة؛ ودار ابن قرقة - وقد صار موضعها جامع ابن المغربي - وحمّام ابن قرقة، وبقي منها البئر التي يستقي منها إلى اليوم بحمّام السّلطان، وعدّة دور كلّها فيما يلي شقّة القاهرة من صفّ باب الخوخة (٣).
وكان ما بين المناظر والخليج براحا، ولم يكن شيء من هذه العمائر التي بحافّة الخليج اليوم ألبتّة. وكان الحاكم بأمر اللّه، في سنة إحدى وأربع مائة، منع من الرّكوب في المراكب بالخليج، وسدّ أبواب القاهرة التي تلي الخليج، وأبواب الدّور التي هناك والطّاقات المطلّة عليه، على ما حكاه المسبّحي (٤).
(a) بولاق: تسميه العامة بها. (b) بولاق: يشرف. (c) بولاق: ثمة. (d) بولاق: وبحد. بولاق: شهادة. باب الشعرية، وجنوبا شارع الخرنفش. (١) فيما يلي ٣٦٤؛ وانظر المقريزي: السلوك ٣٩٤: ٤، ٤٢٣؛ Fu'ad Sayyid، A.، op.cit.، p. ٣٩٤. (٢) فيما يلي ٢٤٦. (٣) فيما تقدم ٥٣٣: ٢ وفيما يلي ٢٠٤، ٢٦٦. (٤) المسبحي: نصوص ضائعة ٢٩؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ٨٥: ٢؛ وفيما يلي ٤٧٥ - ٤٧٦.