للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ركب مع الحاكم على عادته، فلمّا حصل بحارة كتامة خارج القاهرة (١)، ضرب رقبته هناك، ودفن في هذا الموضع تخمينا. واستحضر الحاكم جماعة الكتّاب بعد قتله، وسأل رؤساء الدّواوين عمّا يتولاّه كلّ واحد منهم، وأمرهم بلزوم دواوينهم وتوفّرهم على الخدمة (٢).

وكانت مدّة نظر ابن الوزّان في الوساطة والتوقيع عن الحضرة - وهي رتبة الوزارة - سنتين وشهرين وعشرين يوما. وكان توقيعه عن الحضرة الإمامية:

«الحمد للّه وعليه توكّلي» (٣).

مسجد الذّخيرة

هذا المسجد تحت قلعة الجبل (a) (٤) بأوّل الرّميلة تجاه شبابيك مدرسة السّلطان حسن بن محمد ابن قلاوون التي تلي بابها الكبير الذي سدّه الملك الظّاهر برقوق (٥). أنشأه ذخيرة الملك جعفر متولّي الشّرطة (٦).

قال ابن المأمون في «تاريخه»: وفي هذه السّنة - يعني سنة عشر (b) وخمس مائة - استخدم ذخيرة الملك جعفر في ولاية القاهرة والحسبة بسجلّ أنشأه ابن الصّيرفي، وجرى من عسفه وظلمه


(a) أضاف ابن عبد الظاهر: في سوق الخيل.
(b) في بولاق: ست عشرة، والمثبت من نسختي ميونخ والفاتح، وأضافت نسخة آياصوفيا «ست» في الهامش.
(١) انفرد ابن دقماق بذكر حارتين (خطّتين) لكتامة: واحدة داخل القاهرة، وهي التي ذكرها المقريزي (فيما تقدم ٢٨: ٣)، والأخرى ظاهر القاهرة خارج باب الخرق يبدو أنّها هي المقصودة في النصّ الذي نقله المقريزي هنا عن ابن الصّيرفي (الانتصار ٣٧: ٥؛ وكذلك ابن سعيد: النجوم الزاهرة ٦٥؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ١٠٨: ٢).
(٢) هذا النصّ نقله المقريزي من ابن الصّيرفي: الإشارة إلى من نال الوزارة ٥٩ - ٦١، وقارن أيضا مع المقريزي: اتعاظ الحنفا ١٠٨: ٢؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ٨١: ٥، ١٨٢ حيث نسب الأبيات المذكورة في النصّ، مرّة إلى المستنصر باللّه ومرّة أخرى إلى الآمر بأحكام اللّه.
(٣) عن «التّوقيع» أو «العلامة»، انظر فيما تقدم ٣٣٨: ٢ هـ ١.
(٤) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١٠٠.
(٥) فيما تقدم ٢٨٢، ٣٤٢.
(٦) ذخيرة الملك جعفر بن علوان، ذكر المقريزي في المقفى الكبير ٣٩: ٣، أنّ الآمر بأحكام اللّه ولاّه ولاية القاهرة والحسبة في سنة ٥١٢ هـ/ ١١١٨ م؛ وفي اتعاظ الحنفا ٢١: ٣ أنّ ذلك كان في سنة ٥٠٩ هـ/ ١١١٥ م، وفي نهاية الأرب للنويري ٢٧٨: ٢٨ أنّه رتّب في ولاية القاهرة والحسبة سنة ٥١١ هـ/ ١١١٧ م؛ وانفرد ابن ميسّر في أخبار مصر ٦٥ بالقول بأنّه كان على ولاية القاهرة في سنة ٤٩٠ هـ/ ١٠٩٧ م -