هذه القيساريّة بشارع القاهرة تجاه قيساريّة جهاركس. قال ابن عبد الظّاهر: وقفها السّلطان الملك النّاصر صلاح الدّين يوسف بن أيّوب على الجماعة الصّوفيّة - يعني بخانقاه سعيد السّعداء - وكانت إسطبلا (١). انتهى.
وما برحت هذه القيساريّة مرعيّة الجانب إكراما للصّوفيّة (a)) أن يرمى على سكّان حوانيتها من تجّار البزّ شيء من البضائع السّلطانية أو أن تتعرّض الدّولة إلى ظلم أحد منهم (a)، إلى أن كانت أيام الملك النّاصر فرج وحدثت الفتن وكثرت مصادرات التّجّار، انخرق ذاك السّياج، وعومل سكانّها بأنواع من العسف، وهي اليوم من أعمر أسواق القاهرة (٢).
قيساريّة ابن أبي أسامة
هذه القيساريّة بجوار الجملون الكبير، على يسرة من سلك إلى بين القصرين، يسكنها الآن الخردفوشيّين (b)، وقفها الشّيخ الأجلّ أبو الحسن عليّ بن أحمد بن الحسن بن أبي أسامة، صاحب ديوان الإنشاء في أيّام الخليفة الآمر بأحكام اللّه. وكانت له رتبة خطيرة ومنزلة رفيعة، وينعت ب «الشّيخ الأجلّ كاتب الدّست الشّريف»، ولم يكن أحد يشاركه في هذا النّعت بديار مصر في زمانه. وكان وقف هذه القيساريّة في سنة ثمان عشرة وخمس مائة. وتوفّي في شوّال سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة (٣).
(a-a) إضافة من مسودة الخطط (b) بولاق وص: الخردفوشية. (١) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ٥٥. (٢) المقريزي: مسودة الخطط ٣٤ ظ. (٣) راجع أخباره عند، ابن الأثير: الكامل ٥٨٩: ١٠؛ ابن الطوير: نزهة المقلتين ١٥، ١٦؛ ابن ميسر: أخبار مصر ٩٠، ٩٩، ١٠٣، ١٠٤، ١١٢؛ ابن الفرات: تاريخ - خ ٥: ٣ و- ظ؛ القلقشندي: صبح الأعشى ٩٦: ١؛ وفيما يلي ٢٩١: ٢؛ المقريزي: مسودة الخطط ٣٦ و- ظ. وأضاف ابن أبي السّرور البكري: «وفي زمننا الآن يسكنها اليهود الذين يبيعون الجوخ والأطلس» (قطف الأزهار ١٧٣ ظ).