أصهار قاضي القضاة عزّ الدّين عبد العزيز بن جماعة، أيديهم عليها في جملة ما وضعوا أيديهم عليه من الأوقاف بجاه (a) ابن جماعة، وانتفعوا بريعها مدّة سنين، ثم خرّبوها بعد سنة أربعين وسبع مائة.
وموضعها الآن بجوار دار قاضي القضاة شمس الدّين محمد الطّرابلسي، وبعضها داخل في الدّار المذكورة، وبئرها بجوار القبو الذي يسلك من تحته إلى حمّام الرّومي داخل حارة برجوان، ويعلو هذا العقد حاصل الماء الذي للحمّام، ويمرّ على مجراه من حجر (b) مركّبة على جدار بجوار القبو إلى الحمّام المذكورة، وآثار هذا الجدار باقية إلى اليوم (١).
وكان قد استأجر هذه البئر والقبو بعد تعطّل الحمّام القاضي أبو الفداء تاج الدّين إسماعيل ابن أحمد بن الخطبا المخزومي (٢)، من مباشري أوقاف رباط العادل، وبنى على البئر وبجوارها دارا سكنها مدّة أعوام، وأنشأ بأعالي (c) حاصل الماء المركّب على القبو مشترفا (d) عاليا تأنّق في ترخيمه ودهانه، وكتب بدائره:
[الخفيف]
مشترف كم شبّهوه الأدبا … لحسنه إذ جاء شيئا عجبا
فقال قوم قلعة مبنيّة … وآخرون شبّهوه مرقبا
وشاعر أعجبه ترخيمه … فقال تلك روضة فوق الرّبا
وقائل ماذا ترى تشبيهه … فقلت هذا منبر ابن الخطبا
ثم خربت هذه الدّار بعد موت ابن الخطبا واحترقت في سنة تسع وثمان مائة، وآثارها باقية.
وما زال ابن الخطبا يدفع حكر هذه البئر وهذا القبو لجهة الرّباط العادلي حتى خرب، وعفى أثره وجهل مكانه. وقد رأيته في سنة أربع وتسعين وسبع مائة عامرا.
حمّام الرّوميّ
هذه الحمّام بجوار حارة برجوان، عرفت بالأمير سنقر الرّومي الصّالحي، أحد الأمراء في أيّام الملك الظّاهر ركن الدّين بيبرس البندقداري، (e)) كان موجودا في سنة اثنتين وستين وستّ مائة (e) (٣)،
(a) بولاق: بحارة. (b) بولاق: حجرة. (c) بولاق: بأعلى. (d) بولاق: مشرفا. (e-e) إضافة من مسودة الخطط. (١) المقريزي: مسودة الخطط ٢٩ و- ظ. (٢) فيما تقدم ١٦٠، وفيما يلي ٣٢٦. (٣) المقريزي: مسودة الخطط ٢٩ ظ.