قال ابن عبد الظّاهر: كان مكانه علاّفون والحوض مكان المنظرة، فتحدّث المأمون ابن البطائحي (b) في إنشائه جامعا. فلم يترك قدّام القصر دكانا، وبنى تحت الجامع دكاكين ومخازن من جهة باب الفتوح لا من صوب القصر. وكمل الجامع المذكور في أيّامه، وذلك في سنة تسع عشرة وخمس مائة، وذكر أنّ اسم الآمر والمأمون عليه (c)) إلى الآن. انتهى (c) (٢).
(a) بولاق: جامع الأقمر. (b) هذا نصّ المسوّدة والروضة البهية، وفي سائر النّسخ: فتحدّث الخليفة الآمر مع الوزير المأمون بن البطائحي. (c-c) إضافة من المسوّدة. (١) شيّد هذا الجامع - كما يذكر ابن ميسّر: أخبار مصر ٩١؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ٧٧: ٣ - في آخر عام ٥١٥ هـ/ ١٢٢١ م وافتتح للصّلاة في عام ٥١٩ هـ/ ١١٢٥ م. ويدلّ على هذا التاريخ شريطان من الكتابة بالخطّ الكوفي المزهر البارز، واحد في أعلى الجامع والثّاني على مستوى المقرنصات الموجودة في واجهة الجامع، فقد قسم كبير منها ووضع قسم آخر في غير موضعه، وفيما يلي نصّ الشّريط العلوي، علما بأنّ ما بين المعقوفتين قد فقد الآن: [«بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. ممّا أمر بعمله … فتى مولانا وسيّدنا الإمام الآمر بأحكام اللّه بن الإمام المستعلي] باللّه أمير المؤمنين، صلوات اللّه عليهما وعلى آبائهما الطّاهرين وأبنائهما الأكرمين تقرّبا إلى اللّه الملك الحقّ المبين، وأقام … اللّهم انصر جيوش الإمام الآمر بأحكام اللّه أمير المؤمنين على كافّة المشرك [ين … السّيّد الأجلّ المأمون أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر الإمام] كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين أبو عبد اللّه محمد الآمري عضّد اللّه به الدّين وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته في سنة تسع عشرة وخمس مائة … لإقامة البرهان». van Berchem، M.، CIA Egypte I، n ٠ s ٤٠ - ٤١;) Wiet، G.، CIA Egypte II، n ٠ s ٥٨٦ - ٨٧; id.، RCEAL ٢ VIII، n ٠ s ٣٠١١ - ١٢؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ٧٦ - ٧٧؛ Fu'ad Sayyid، A.، op.cit.، pp. ٥٢٤ - ٢٦; Saifuddin، J.M.، Al-Aqmar-A Living (Testimony to the Fatimiyeen، pp. ١٣٢ - ٣٥. (٢) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ٧٣. ويعدّ هذا الجامع، على صغر حجمه، أحد أهمّ آثار القاهرة الإسلامية، ويستمدّ أهميّته من واجهته التي تشتمل على ملامح ذات معنى كبير، أوّلها توافقها مع استقامة الطّريق المقامة عليه بخلاف الجامع نفسه الذي احتفظ بتوجّهه تجاه القبلة، ثم إنّها أقدم واجهة حجرية عني ببنائها وزخرفتها بسخاء، وهي واجهة كانت تحوي في الأصل جناحين متماثلين على يمين ويسار المدخل البارز عن سمت الجدار تظهر فيها أشكال المقرنصات لأوّل مرّة في عمارة القاهرة. والجامع ملاصق تماما للقصر الفاطمي الكبير لا يفصله عنه سوى ممرّ ضيّق، فأصبح بذلك في قلب الطّقوس الاحتفالية للمدينة، وجاءت زخارف واجهته لتعكس التّطوّرات التي أدخلها الوزير المأمون البطائحي على الاحتفالات الفاطمية. وقد ذكر في الحلية الدّائرية Medaillon - التي تعلو المدخل الرئيس للجامع والتي -