للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن زولاق في كتاب «سيرة المعزّ»: وفي شهر صفر من سنة خمس وستين وثلاث مائة أنشئ سوق السّرّاجين (a) بالقاهرة. وذكر ذلك ابن عبد الظّاهر في كتاب «خطط القاهرة».

(b) فتعيّن أنّه أوّل سوق حدث بالقاهرة، فإنّه لم يذكر قبله سوقا غيره (b) (١).

وكان في القديم باب زويلة الذي وضعه القائد جوهر عند رأس حارة الرّوم، حيث العقد المجاور الآن للمسجد الذي عرف اليوم بسام بن نوح، وكان بجواره باب آخر موضعه الآن سوق الماطيين. فلمّا نقل أمير الجيوش باب زويلة إلى حيث هو الآن، اتّسع ما بين سوق السّرّاجين (a) المذكور وبين باب زويلة الكبير، وصار الآن فيه سوق الغرابليين، وفيه عدّة حوانيت تعمل مناخل الدّقيق والغرابيل، ويقابلهم عدّة حوانيت يصنع فيها الأغلاق المعروفة بالضّبب، وما بعد ذلك إلى باب زويلة فيه كثير من الحوانيت بجلس ببعضها عدّة من الجبّانين لبيع أنواع الجبن المجلوب من البلاد الشّاميّة وأدركنا هناك إلى أن حدثت المحن من ذلك شيئا كثيرا يتجاوز الحدّ في الكثرة.

وفي بعض تلك الحوانيت قوم يجلسون لعلاج من عساه ينصدع له عظم أو ينكسر أو يصيبه جرح، يعرفون ب «المجبّرين». وهناك منهم بقيّة إلى يومنا هذا. وبقيّة الحوانيت ما بين صيارفة وبيّاعي طرف ومتعيّشين في المآكل وغيرها.

فهذه قصبة القاهرة، وما في ظاهر باب زويلة فإنّه خارج القاهرة.

الشّارع خارج باب زويلة

هذا الشّارع هو تجاه من خرج من باب زويلة، ويمتدّ فيما بين الطّريق السّالك ذات اليمين إلى الخليج، وبين الطّريق المسلوك فيه ذات اليسار إلى قلعة الجبل (٢). ولم يكن هذا الشّارع موجودا على ما هو عليه الآن عند وضع القاهرة، وإنّما حدث بعد وضعها بعدّة أعوام على غير هذه الهيئة.

فلمّا كثرت العمائر خارج باب زويلة، بعد سنة سبع مائة من سني الهجرة، صار على ما هو عليه الآن.


(a) بولاق: الشرائحيين.
(b-b) إضافة من مسودة الخطط.
(١) المقريزي: مسودة الخطط ٣٩ و.
(٢) يعرف الآن الطريق السالك ذات اليمين بشارع تحت الرّبع، والطريق المسلوك فيه ذات اليسار بشارع الدّرب الأحمر.