كيف ابتهاجك بالنّوروز يا سكني … وكلّ ما فيه يحكيني وأحكيه
فناره كلهيب النّار في كبدي … وماؤه كتوالي دمعتي فيه
وقال آخر:
[الرمل]
نورز النّاس ونورز … ت ولكن بدموعي
وذكت نارهم والنّ … ار ما بين ضلوعي
وقال غيره:
[الطويل]
ولمّا أتى النّوروز يا غاية المنى … وأنت على الإعراض والهجر والصّدّ
بعثت بنار الشوق ليلا إلى الحشى … فنورزت صبحا بالدّموع على الخدّ (١)
[الميلاد]
وهو اليوم الذي ولد فيه عبد اللّه ورسوله المسيح عيسى ابن مريم ﷺ.
والنّصارى تتّخذ ليلة يوم الميلاد عيدا، وتعمله قبط مصر في التاسع والعشرين من كيهك، وما برح لأهل مصر به اعتناء.
وكان من رسوم الدّولة الفاطمية فيه تفرقة الجامات المملوءة من الحلاوات القاهرية، والمتارد التي فيها السّمك، وقرابات الجلاّب وطيافير الزّلابية والبوري. فيشمل ذلك أرباب الدولة أصحاب السّيوف والأقلام، بتقرير معلوم على ما ذكره ابن المأمون في تاريخه (٢).
[الغطاس]
ومن مواسم النّصارى بمصر عمل الغطاس في اليوم الحادي عشر من طوبة.
قال المسعودي في «مروج الذّهب»: ولليلة الغطاس بمصر شأن عظيم عند أهلها لا ينام النّاس فيها، وهي ليلة إحدى عشرة من طوبة. ولقد حضرت سنة ثلاثين وثلاث مائة ليلة الغطاس بمصر
(١) فيما تقدم ٧٢٩: ١. (٢) ابن المأمون: أخبار مصر ١٠٤، وقارن القلقشندي: صبح ٤٢٦: ٢؛ وفيما تقدم ٧١٧: ١.