للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الأديب شهاب الدّين أحمد بن العطّار:

[مجزوء الرمل]

شكت النّيل أرضه … للخليلي فأحضرة

ورأى الماء خائفا … أن يطأهأ فجسّرة (١)

وقال:

[البسيط]

رأى الخليلي قلب الماء حين طغى … بنى على قلبه جسرا وحيّره

/ رأى ترمّل أرضيه وجدتها … والنّيل قد خاف يغشاها فجسّره

ومع ذلك ما ازداد الماء إلاّ انطرادا عن برّ القاهرة ومصر. حتى لقد انكشف بعد عمل هذا الجسر شيء كثير من الأراضي التي كانت غامرة بماء النّيل، وبعد النّيل عن القاهرة بعدا لم يعهد في الإسلام مثله قطّ.

[جسر شيبين]

أنشأه الملك النّاصر محمد بن قلاوون في سنة سبع وثلاثين وسبع مائة، بسبب أنّ إقليم الشّرقيّة كانت له سدود قديمة (a) كلّها موقوفة على فتح (b) بحر أبي المنجّا، وفي بعض السّنين تشرق ناحية سنيت (c) وناحية مرصفا وغير ذلك من النّواحي التي أراضيها عالية (٢)، فشكا الأمير بشتاك من تشريق بعض بلاده التي في تلك النّواحي. فركب السّلطان من قلعة الجبل، ومعه المهندسون وخولة البلاد (٣) - وكانت له معرفة بأمور العمائر، وحدس جيّد، ونظر سعيد، ورأي مصيب - فسار لكشف تلك النّواحي حتّى اتّفق الرأي على عمل الجسر من عند شيبين القصر إلى بنها


(a) إضافة من مسودة الخطط.
(b) المسودة: كسر.
(c) بولاق: شيبين. اسمه، فأمّا أن يذكر ويقال المقرّ فهذا … ».
(١) أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢١٣: ١١ - ٢١٤.
(٢) ذكر أبو المحاسن هذا السّدّ باسم: سدّ شبين القصر (النجوم الزاهرة ١٩١: ٩ - ١٩٢، وأيضا فيما تقدم ٤٩٨). وشبين القصر هي التي تعرف اليوم بشبين القناطر قاعدة مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية. وسنيت (أو إسنيت) كانت تابعة لمركز ميت غمر، فلمّأ أنشئ مركز بنها في سنة ١٩١٣ بمحافظة القليوبية ألحقت به لقربها منه؛ ومرصفا كانت تابعة لمركز طوخ ثم ألحقت بمركز بنها في سنة ١٩١٣ مثل سنيت. (محمد رمزي: القاموس الجغرافي ق ٢ ج ١٩: ١، ٢٦؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١١٤: ٩ هـ ٢، ١٩١ هـ ٣).
(٣) حاشية بخط المؤلّف: «الخولي الراعي الحسن القيام على المال والغنم، والجمع: خول كعربي وعرب».