هذه الجزيرة تجاه رباط الآثار، والرّباط من جملتها (١). وقفها أبو الملوك نجم الدّين أيّوب ابن شاذي وقطعة من بركة الحبش، فجعل نصف ذلك على الشّيخ (a) الصّابوني وأولاده، والنّصف الآخر على صوفيّة بمكان بجوار قبّة الإمام الشّافعي - رضي اللّه تعالى عنه - يعرف اليوم بالصّابوني.
ذكر (b) جزيرة الفيل
هذه الجزيرة هي الآن بلد كبير خارج باب البحر من القاهرة، وتتّصل بمنية السّيرج من بحريها، ويمرّ النّيل من غربيها، وبها جامع تقام به الجمعة وسوق كبير وعدّة بساتين جليلة.
وموضعها كلّه ممّا كان غامرا بالماء في الدّولة الفاطمية، فلمّا كان بعد ذلك انكسر مركب كبير كان يعرف بالفيل، وترك في مكانه، فربا عليه الرّمل، وانطرد عنه الماء. فصارت جزيرة فيما بين المنية وأرض الطّبّالة سمّاها النّاس «جزيرة الفيل»(٢). وصار الماء يمرّ من جوانبها:
فغربيها تجاه برّ مصر الغربي، وشرقيها تجاه البعل، والماء فيما بينها وبين البعل - الذي هو الآن قبالة قناطر الإوزّ - فإنّ الماء كان يمرّ بالمقس من تحت زربيّة (c) جامع المقس الموجود الآن على الخليج النّاصريّ، ومن جامع المقس على أرض الطّبّالة إلى غربي البعل (d) حتى ينتهي من تجاه التّاج إلى المنية.
(a) بياض بنسخة آياصوفيا. (b) ساقطة من بولاق. (c) بولاق: زريبة. (d) بولاق: المصلى. (١) جزيرة الصّابوني. كانت تقع إلى جوار جزيرة الذّهب ويفصلهما سيّالة إلى الجنوب من جزيرة الروضة بين ساحل النيل الشرقي حيث منطقة أثر النّبي التي بها رباط الآثار، وبين شاطئ النيل الغربي تجاه الجيزة. واندمجت الجزيرتان فيما بعد وتعرف الآن باسم جزيرة الذّهب وهي تابعه لمحافظة الجيزة (محمد الششتاوي: متنزهات القاهرة ٤٩ - ٥٠). (٢) جزيرة الفيل هي التي تعرف الآن باسم شبرا، أحد أقسام مدينة القاهرة الشمالية، وكان جزءها الجنوبي يعرف إلى وقت قريب باسم جزيرة بدران، وكانت تشغل المنطقة التي يتوسّطها الآن شارع شبرا من الجنوب إلى الشمال، ويحدّها من الغرب شاطئ النّيل، ومن الجنوب والشرق شارع الجلاء وشارع مهمشة، ومن الشمال شبرا الخيمة. وكانت أراضي قسم شبرا في زمن الحملة الفرنسية أرضا زراعية وبها كثير من البساتين ومجموعة قليلة من -