للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[جامع المقس]

هذا الجامع أنشأه الحاكم بأمر اللّه على شاطئ النّيل بالمقس في (a) (١)، لأنّ المقس كان خطّة كبيرة. وهي بلد قديم من قبل الفتح كما تقدّم ذكر ذلك في هذا الكتاب (٢).

وقال في الكتاب الذي تضمّن وقف الحاكم بأمر اللّه الأماكن بمصر على الجوامع - كما ذكر في خبر الجامع الأزهر (٣) - ما نصّه:


(a) بياض في الأصول.
(١) جامع المقس. بناه الحاكم بأمر اللّه سنة ٣٩٣ هـ/ ١٠٠٢ م، ويبدو ممّا يلي في نصّ المقريزي أنّه لم تكن تقام به الجمعة إلى أن وسّعه النّاصر صلاح الدّين يوسف بن أيّوب عند بناء سوره الذي وصل إلى حدّ برج المقس على النيل غربا (ميدان رمسيس الآن)، فصارت تقام به الجمع والجماعات. ثم جدّد بناءه مرّة أخرى في سنة ٧٧٠ هـ/ ١٣٩٦ م الوزير الصّاحب شمس الدّين عبد اللّه المقسي.
وفي العصر المملوكي كان هذا الجامع يقع على الخليج النّاصري بباب البحر، وأصبح يعرف في العصر العثماني بجامع أولاد عنان (الجبرتي: عجائب الآثار ٤٨: ٣) نسبة إلى الشيخ الصّالح الزّاهد محمد بن حسن بن أحمد الطّهوائي البرهمتوشي المصري الشهير بابن عنان الشّافعي، المتوفى في ربيع الأوّل سنة ٩٢٢ هـ/ ١٥١٦ م، والمدفون في قبره بجوار الجامع، والذي قام أولاده من بعده بخدمة الجامع فاشتهر بهم.
وأهمل هذا الجامع وتخرّب في نهاية العصر العثماني إلى أن تسلّمه ديوان عموم الأوقاف سنة ١٢٩٨ هـ/ ١٨٨١ م، وقام ببنائه من ماله الخاصّ حسن باشا حلمي الأندوسي وكيل مجلس شورى القوانين تحت إشراف نظارة الأوقاف، وفرغ من بنائه في سنة ١٣١٣ هـ/ ١٨٩٥ م كما كان مثبتا على نقش في لوح من الرّخام فوق الباب الداخلي بدهليز الجامع، شاهده محمد بك رمزي فوق الباب الخارجي للجامع الذي تحت المئذنة مكتوبا عليه: «أمر بإنشاء هذا المسجد المبارك خديو مصر عبّاس حلمي الثّاني الأفخم أدام اللّه أيامه في سنة ١٣١٤ هـ (١٨٩٦ م)».
ووصف محمد بك رمزي الجامع بأنّه «جامع لطيف عامر بالشّعائر يعلو بابه الذي على الشّارع مئذنة جميلة، ويحجب الجامع عن شارع إبراهيم باشا (شارع الجمهورية الآن) من جهة ميدان باب الحديد (ميدان رمسيس الآن) دكان على عين الباب الخارجي يعلوه كتّاب (تعليقات محمد بك رمزي على النجوم الزاهرة ١٧٨: ١١ هـ ١).
وقد هدم هذا الجامع في خمسينيات القرن العشرين، وأقيم في موضعه جامع ضخم يطل مدخله الرئيس على شارع رمسيس عند التقائه بشارع الجمهورية يعرف بجامع الفتح، افتتح للصّلاة في سنة ١٩٨٩.
(راجع، القلقشندي: صبح الأعشى ٣٦٥: ٣؛ Creswell، K.A.C.، MAE I، p. ٦٧; Fu'ad Sayyid، (A.، op.cit.، p. ٣٥١.
(٢) فيما تقدم ٤٠٣: ٣ - ٤٠٤.
(٣) فيما تقدم ٩٧.