للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جامع الزّاهد

[أثر رقم ٨٣]

هذا الجامع بخطّ المقس خارج القاهرة (١)، كان موضعه كوم تراب، فنقله الشّيخ المعتقد أحمد ابن سليمان (a) المعروف بالزّاهد (٢)، وأنشأ موضعه هذا الجامع، فكمل في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وثمان مائة، وهدم بسببه عدّة/ مساجد قد خرب ما حولها، وبنى بأنقاضها هذا الجامع.

وكان ساكنا مشهورا بالخير، يعظ النّاس بالجامع الأزهر وغيره، ولطائفة من النّاس فيه عقيدة حسنة، ولم يسمع عنه إلاّ خير. مات يوم الجمعة سابع عشر شهر ربيع الأوّل سنة تسع عشرة وثمان مائة أيّام الطّاعون، ودفن بجامعه.

[جامع ابن المغربي]

هذا الجامع بالقرب من بركة قرموط مطلّ على الخليج النّاصري، أنشأه صلاح الدّين يوسف ابن المغربي رئيس الأطبّاء بديار مصر، وبنى بجانبه قبّة دفن فيها، وعمل به درسا وقرّاء ومنبرا


(a) بياض في النسخ والمثبت من المصادر. - وراجع كذلك علي مبارك: الخطط التوفيقية ٣٤٨: ٣ - ٣٤٩ (٩٦)، ١١٤: ٤ (٥٤ - ٥٥)، سعاد ماهر: مساجد مصر ٢٢٩: ٣ - ٢٣٤؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٩٢٧: ٢ - ٩٤٢. ومنشئ هذا الجامع غير الأمير أرغون الكاملي الذي ترجم له المقريزي فيما تقدم ٢٣٩: ٣ - ٢٤٠.
وانظر عن البركة النّاصرية، فيما تقدم ٥٤٩: ٣ - ٥٥٠.
(١) ابن إياس: بدائع الزهور ٢٧: ٢؛ ويقع جامع الزّاهد في شارع سوق الزّلط المتفرّع من ميدان باب الشّعريّة على يمين الذّاهب إلى باب البحر. ووصفه علي مبارك بأنّ به اثنا عشر عمودا من الرّخام وتسعة من الزّلط غير عمودي المحراب، وأربعة أعمدة عليها الدّكّة، وبه منبر وخطبة وله مطهرة وساقية ومنارة، وله أوقاف ذات ريع. (الخطط التوفيقية ١٣: ٥ (٢)؛ سعاد ماهر: مساجد مصر ٩٤: ٤؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٢٩١: ٣ - ٣٠٢).
ولم يتبق من الجامع الأصلي سوى مدخله والمئذنة التي تعلوه والتي أضيفت إليها قمّته في العصر العثماني. (محمد الجهيني: أحياء القاهرة القديمة وآثارها الإسلامية «حي باب البحر»، ٥٩، ٢٣٠ - ٢٣٣).
(٢) راجع ترجمة الشيخ أحمد بن سليمان المعروف بالزّاهد، المتوفى سنة ٨١٩ هـ/ ١٤١٦ م أو ٨٢٢ هـ/ ١٤١٩ م، عند السخاوي: تحفة الأحباب ٢٧؛ الشعراني: الطبقات الكبرى ١١١: ٢ - ١١٤؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٣: ٥ - ١٥ (٢ - ٣).