للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان هذا الحكر بستانا اشتراه الطّواشي جمال الدّين عمر بن ناصح الدّين داود بن إسماعيل الملكي الكامليّ، في سنة ستّ عشرة وستّ مائة. ثم ابتاعه منه الطّواشيّ محيي الدّين صندل الكاملي في سنة عشرين وستّ مائة، وباعه للأمير الفارس صارم الدّين خطلبا الكاملي في سنة إحدى وعشرين وستّ مائة، فعرف به (١).

وهو خطلبا بن موسى الأمير صارم الدّين الفارسي التّبنيني (a) الموصلي الكاملي، استقرّ في ولاية القاهرة سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة، في أيّام السّلطان صلاح الدّين يوسف بن أيّوب، ثم أضيفت له ولاية الفيّوم في سنة سبع وسبعين وخمس مائة، ثم صرف عنها، وسار متسلّمه إلى اليمن ليستلّمها، فتسلّمها في جمادى الأولى. وسار هو في سادس شوّال منها واليا على مدينة زبيد باليمن، ومعه خمس مائة رجل ورفيقه الأمير باخل، فبلغت النّفقة عليه عشرين ألف دينار، وكتب للطّواشيّة بنفقة عشرة دنانير لكلّ منهم على اليمن. فأقام باليمن مدّة، ثم قدم إلى القاهرة وصار من أصحاب الأمير فخر الدّين جهاركس، وتأخّر إلى أيام الملك الكامل، وصار من أمرائه بالقاهرة إلى أن مات في ثالث شعبان سنة خمس وثلاثين وستّ مائة (٢).

حكر ابن منقذ (٣)

هذا الحكر خارج باب القنطرة بعدوة خليج الذّكر، وكان بستانا يعرف ببستان الشّريف الجليس، ويعرف أيضا بالبطائحي، ثم عرف بالأمير سيف الدّولة مبارك بن كامل بن منقذ نائب الملك المعزّ سيف الإسلام ظهير الدّين طغتكين بن نجم الدّين أيّوب بن شاذي على مملكة اليمن.

وانتقل بعد ابن منقذ إلى الشّيخ عبد المحسن بن عبد العزيز بن عليّ المخزومي، المعروف بابن الصّيرفي، فوفقه على جهات تؤول أخيرا إلى الفقراء والمساكين المقيمين بمشهد السّيّدة نفيسة، والفقراء والمساكين المعتقلين في حبوس القاهرة في سنة ثلاث وأربعين وستّ مائة. ثم أزيلت


(a) بولاق: التبتي وفي الوافي للوفيات التنيسي.
(١) المقريزي: مسودة الخطط ٥٥ ظ.
(٢) انظر ترجمة خطلبا بن موسى، المتوفى سنة ٦٣٥ هـ/ ١٢٣٧ م عند، الصفدي: الوافي بالوفيات ٣٤٧: ١٣؛ المقريزي: السلوك ٦٤: ١.
(٣) يدلّ على موقع حكر ابن منقذ الآن المنطقة التي يحدّها من الشرق شارع الخليج المصري (بور سعيد)، ومن الشمال شارع الخرّاطين، ومن الغرب ديوان قسم باب الشعرية، ومن الجنوب شارع بير حمّص.