للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بلاء حسنا وقتل من أبطال تنّيس اثني عشر رجلا. واستشهد في ليلة الجمعة النصف من شعبان سنة إحدى وعشرين من الهجرة، فقبر - حيث هو الآن - خارج دمياط، وبني على قبره، وصار الناس يجتمعون هناك في ليلة النصف من شعبان كلّ عام، ويغدون للحضور من القرى. وهم على ذلك إلى يومنا هذا.

وكانت تعمل كسوة الكعبة بشطا؛ قال الفاكهيّ: ورأيت فيها كسوة من كسا أمير المؤمنين هارون الرّشيد من قباطي مصر، مكتوبا عليها:

«بسم اللّه، بركة من اللّه لعبد اللّه هارون أمير المؤمنين أطال اللّه بقاءه، ممّا أمر الفضل بن الرّبيع مولى أمير المؤمنين بصنعته في طراز شطا، كسوة للعبد (a) سنة إحدى وتسعين ومائة» (١).

ومن المواضع المشهورة بدمياط:

البرزخ: وهو مسجد بحيرة دمياط، تسمّيه العامّة البرزخ، ولا أعرف مستندهم في ذلك.

وشاهدت فيه عجبا، وهو أنّ به منارة كبيرة مبنيّة من الآجر، إذا هزّها أحد اهتزّت، فلمّا صعدت أعلاها - حيث يقف المؤذّنون - وحرّكتها، رأيت ظلّها قد تحرّك بتحريكي لها. ويوجد حول هذا المسجد رمم أموات يشبه أن تكون ممّن استشهد في وقائع الفرنج، واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون.

[ديسبق]

قرية من قرى دمياط، ينسب إليها الثّياب المثقلة، والعمائم الشّرب الملوّنة (٢).

والدّبيقي: العلم المذهّب. وكانت العمائم الشّرب المذهّبة تعمل بها، ويكون طول كلّ عمامة منها مائة ذراع، وفيها رقمات منسوجة بالذّهب، فتبلغ العمامة من الذّهب خمس مائة


(a) بولاق وفييت: للكعبة.
(١) لم أعثر على هذا النص فيما نشره وستنفلد من «تاريخ الفاكهي»، وانظر فيما تقدم ٤٨٩ - ٤٩٠.
(٢) دبيق كأمير من المدن المصرية الصناعية القديمة كانت بالقرب من تنّيس، وقد اندثرت اليوم ويعرف مكانها بتل دبقو أو دبجو بالقرب من شاطئ بحيرة المنزلة في الشمال الشرقي لناحية صان الحجر بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية وعلى بعد ٥٥٠٠ متر من صان الحجر (ياقوت: معجم البلدان ٤٣٨: ٢؛ الزبيدي: تاج العروس ٣٤١: ٦؛ محمد رمزي: القاموس الجغرافي ٢٤٣: ١؛ Maspero & Wiet، Materiaux p.
(١٧٨; Wiet، G.، El ٢? art.Dabik II، p. ٧٤