للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتتعدّد أسماء هذين الجبلين بحسب مواضعهما من الإقليم، فيطل على الفسطاط وعلى القاهرة الجبل المقطّم.

ذكر جبل المقطّم (١)

اعلم أنّ الجبل المقطّم أوّله من الشّرق من الصّين حيث البحر المحيط، ويمرّ على بلاد الطّطر حتى يأتي فرغانة إلى جبال اليتم الممتدّ بها نهر السّغد إلى أن يصل الجبل إلى جيحون، فيقطعه ويمضي في وسطه بين شعبتين منه وكأنّه قطع ثمّ في وسطه، ويستمر الجبل إلى الجوزجان، ويأخذ على الطّالقان إلى أعمال مرو الرّوذ إلى طوس، فيكون جميع مدن طوس فيه، ويتّصل به جبال أصبهان وشيراز إلى أن يصل إلى البحر الهندي، وينعطف هذا الجبل ويمتدّ إلى شهرزور فيمرّ على/ الدّجلة، ويتّصل بجبل الجوديّ، موقف سفينة نوح في الطّوفان.

ولا يزال هذا الجبل مستمرّا من أعمال آمد وميافارقين حتى يمرّ بثغور حلب فيسمّى هناك جبل اللّكّام، إلى أن يعدّي الثّغور فيسمّى نهرا، حتى يجاوز حمص فيسمّى لبنان، ثم يمتدّ على الشّام حتى ينتهي إلى بحر القلزم من جهة، ويتّصل من الجهة الأخرى ويسمّى المقطّم، ثم يتشعّب ويتّصل أواخر شعبه بنهاية الغرب. ويقال إنّه عرف بمقطّم بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح .

وجبل المقطّم يمرّ على جانبي النّيل إلى النّوبة، ويعبر من فوق الفيّوم فيتّصل بالغرب إلى أرض مقراوة، ويمضي مغرّبا إلى سجلماسة، ومنها إلى البحر المحيط مسيرة خمسة أشهر.

وقال إبراهيم بن وصيف شاه، وذكر مجيء مصرايم بن بيصر بن حام بن نوح إلى أرض مصر: وكشف أصحاب فليمون الكاهن عن كنوز مصر وعلومهم، التي هيّ بخطّ البرابي، وآثار لهم المعادن (a) من الذّهب والزّبرجد والفيروزج والأسبادثم (b) وغير ذلك، ووصفوا لهم عمل


(a) بولاق: وآثارهم والمعادن.
(b) ساقطة من بولاق.
(١) المقطّم بضم أوّله وفتح ثانيه وتشديد الطاء المهملة وفتحها وميم، هو الجبل المشرف على القرافة مقبرة فسطاط مصر والقاهرة، وهو جبل ممتد من الجنوب إلى الشمال وله في كلّ موضع اسم يختص به، وعرف في هذا الموضع بالمقطّم لأنه قطم في هذا الموضع - أي قطع - عن الجبال فليس يحده إلاّ الفضاء. (ياقوت: معجم البلدان ١٧٦: ٥ - ١٧٧، وانظر Behrens-Abouseif، D.، El ٢? art.al- Mukattam VII، pp. ٥٠٩ - ١١; Ragib، Y.، «Le site de. (Muqattam»، An.Isl. ٣٣ (١٩٩٩)، pp. ١٥٩ - ٨٤