للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[طريقتي في إخراج الكتاب]

إنّ الغاية من تحقيق أي كتاب هي تقديم نصّ صحيح أقرب ما يكون إلى ما أراده مؤلّفه، والغاية من إثبات فروق النسخ هو الوصول إلى النّصّ الصحيح منزّها عن التّصحيف والتّحريف والسّقط. ومع وجود مسوّدات المؤلّف التي كتبها بخطّه، وعدد من النّسخ المنقولة عن نسخة المؤلّف، فلم أحفل بإثبات جميع الاختلافات الواردة في النّسخ المساعدة مثلما فعل فييت في القسم الذي نشره من الكتاب، فقد كتبت هذه النّسخ بمعرفة نسّاخ غير محترفين، فكان إثبات أوهامهم وأخطائهم أمورا لا طائل من ورائها، كما أنّها تستهلك جهد المحقّق ولا تفيد القارئ.

واكتفيت بالإشارة إلى الخلافات والأسقاط بين الأصول التي اعتمدتها ونشرة بولاق التي ظلّت في أيدي النّاس ما يقرب من القرن ونصف القرن. ورجعت كذلك إلى جميع المصادر التي نقل عنها المقريزي ووصلت إلينا لمقابلة نقوله على أصولها، ممّا أعانني إعانة كبيرة على ضبط الكثير من الكلمات والعبارات واستدراك كلمات سقطت من المقريزي مهمّة لاستكمال المعنى.

ووضعت في الهامش الداخلي للكتاب أرقام صفحات طبعة بولاق، لأنّ هذه الطّبعة بقيت دهرا طويلا في أيدي العلماء وأحالوا إليها في حواشيهم، كما أنّ هذه الطّريقة ساعدتني في ربط أقسام الكتاب بعضها ببعض حيث أحلت إليها في تعليقاتي بدلا من انتظار طبع الكتاب بتمامه لمعرفة التّصفيح الجديد.

وقمت كذلك بترقيم سطور النّص في الهامش الخارجي، وهو عمل سيعين كثيرا عند صناعة الكشّافات التحليلية للكتاب، فمسطرة الصفحة الواحدة ٢٥ سطرا، وبذلك يصل الباحث إلى غايته بأيسر سبيل.

ووضعت خطّا فوق أسماء مؤلّفي مصادر المقريزي التي رجع إليها ليستدلّ عليها القارئ بوضوح ويتبيّن حجم المعلومات التي جمعها المقريزي وألّف بينها بمهارة فائقة، وبعض هذه المصادر كان في حكم المفقود لولا النّقول المطوّلة التي حفظها منها المقريزي، ووضعت كذلك خطّا أسفل التّقريرات والأحكام الهامّة التي أشار إليها المقريزي.

أمّا نصوص السّجلاّت والمناشير أو الرّسائل المتبادلة بين الحكّام والتي أورد نصّها المقريزي، فقد جمعتها على حقل أقلّ من حقل صفحة الكتاب ليتبيّنها كذلك القارئ بوضوح.