هذه المدرسة بجانب جامع القرافة المجاور لتربة الشّافعي (١)، ﵀، أنشأها بدر الدّين أبو المحاسن يوسف بن الحسن بن علي بن الخضر المعروف بالسّنجاري. ومولده في سنة ثمان وسبعين وخمس مائة بسواد إربل، ومات يوم السّبت رابع عشر رجب سنة ثلاث وستين وستّ مائة بالقاهرة (٢)، وذلك أنّه دخل الحمّام وأكل بعد خروجه مطجّنا أصفر وسكنجبينا وأراد أن يتقيّأ فلم يقدر ومات، فحضر تاج الدّين عبد الوهّاب بن بنت الأعزّ العلائي دفنه وحضر ولد بدر الدّين فأخذه تاج الدّين وجعله في محراب المدرسة، وقال له: إن كنت عاقلا فهذا موضعك وإلاّ فلا تلومنّ إلاّ نفسك (٣).
[مسجد الأشعوب بالقرافة]
قال الشّريف النقيب محمد بن أسعد بن علي بن [معمر بن عمر] (b) الحسيني الجوّاني النسّابة في كتاب «الجوهر المكنون في ذكر القبائل والبطون»: الأشعوب فخذ من حمير، وهم بنو أشعبان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن قطن بن عريب بن زهير ابن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، ولهم خطّة مسجد بالقرافة معروف بالأشعوب مجاور لقناطر المجراة التي عملها الأفضل بن أمير الجيوش سلطان مصر، لتوصّل الماء إلى مسجد الرّجل الصّالح الإطفيحي. وكان هذا الأشعوب بيد الفقيه الصّدر العالم أبي الحسين يحيى بن زهير بن الصّوّاف المالكي ﵀ (a).
(a) (a-a) إضافة من مسوّدة الخطط. (b) زيادة مما يلي. (١) تقع تربة (قبّة) الشّافعي بالقرافة الصّغرى (فيما يلي ٩٠٩ - ٩١٤). (٢) راجع ترجمة بدر الدّين السّنجاري عند، الصفدي: الوافي بالوفيات ١٨٣: ٢٩ - ١٨٥؛ ابن الفرات: تاريخ الدول والملوك ٣٨: ٧؛ العيني: عقد الجمان ٤١١: ١ - ٤١٢؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ٢١٩: ٧. (٣) أقام عبد اللطيف البغدادي، في فترة إقامته في مصر، بهذا المسجد يقرئ الناس، كما ذكر في سيرته التي نقل عنها ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء ٢٤: ٢٠٥: ٢.