وله من المآثر تجديد جامع عمرو بن العاص، فإنّه كان قد تداعى إلى السّقوط، فقام بعمارته حتى عاد قريبا ممّا كان عليه، شكر اللّه له ذلك (١).
المدرسة الفارقانيّة [أثر رقم ١٩٣]
هذه المدرسة بابها شارع في سويقة حارة الوزيريّة من القاهرة، فتحت في يوم الاثنين رابع جمادى الأولى سنة ستّ وسبعين وستّ مائة (٢). وبها درس للطائفة الشّافعيّة، ودرس للطائفة الحنفيّة، (a) وبها درس حديث (a). أنشأها الأمير شمس الدّين آق سنقر الفارقاني السّلاح دار، كان مملوكا للأمير نجم الدّين أمير حاجب، ثم انتقل إلى الملك الظّاهر بيبرس، فترقّى عنده في الخدم حتى صار أحد الأمراء الأكابر، وولاّه الأستادّارية، وناب عنه بديار مصر مدّة غيبته، وقدّمه على العساكر غير مرّة، وفتح له بلاد النوبة. وكان وسيما جسيما، شجاعا مقداما حازما، صاحب دراية بالأمور، وخبرة بالأحوال والتّصرّفات، مدبّرا للدّول، كثير البّرّ والصّدقة.
ولمّا مات الملك الظّاهر وقام من بعده في ملك مصر ابنه الملك السّعيد بركة خان، ولاّه نيابة السّلطنة بديار مصر بعد موت الأمير بدر الدّين بيلبك الخازندار، فأظهر الحزم، وضمّ إليه طائفة:
منهم شمس الدّين آقّوش، وقطليجا الرّومي، وسيف الدّين قليج البغدادي، وسيف الدّين بيجو البغدادي، وسيف الدّين شعبان أمير شكار، وبكتمر السّلاح دار (٣).
(a) (a-a) إضافة من المسوّدة. - وهو آخر من أدركناه من رؤساء التجار، وكان من أصحاب أبي وصحبته مدّة وأضافني بمنزله وهو أحد دور الدّنيا المشهورة). المقفى الكبير ٢٤٦: ١؛ السخاوي: الضوء اللامع ١١٢: ١؛ ابن إياس: بدائع الزهور ٦٩١: ٢/ ١. (١) وذلك في سنة أربع وثمان مائة (المقريزي: درر العقود الفريدة ١١٠: ١؛ وفيما تقدم ٢٧). (٢) المقريزي: مسودة الخطط ٨٩ و؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٦٢: ٧؛ ابن شداد: تاريخ الملك الظاهر ٣٦٠. ولا تزال هذه المدرسة موجودة إلى الآن بشارع درب سعادة على رأس سكّة النبويّة خلف مبنى محكمة باب الخلق الابتدائية، وتعرف الآن بجامع محمد أغا أو جامع الحبشلي، نسبة إلى محمد أغا الحبشلي، كتخدا مستحفظان مصر، الذي جدّد الجامع سنة ١٠٨٠ هـ/ ١٦٦٩ م. (٣) وأوّل من درّس بها من الحنفيّة نجم الدّين أبو الظّاهر إسحاق بن علي بن يحيى شيخ الحنفية في وقته، المتوفى سنة ٧١١ هـ/ ١٣١١ م. (القرشي: الجواهر المضية ٣٦٨: ١ - ٣٦٩، ابن حجر: الدرر الكامنة ٣٨١: ١).