للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المدرسة الحجازية [أثر رقم ٣٦]]

هذه المدرسة برحبة باب العيد من القاهرة، بجوار قصر الحجازيّة، كان موضعها بابا من أبواب القصر يعرف بباب الزّمرّد (١). أنشأتها السّتّ الجليلة الكبرى خوند تتر الحجازيّة ابنة السّلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، زوجة الأمير ملكتمر الحجازي (٢)، وبه عرفت.

وجعلت بهذه المدرسة درسا للفقهاء الشّافعيّة قرّرت فيه شيخنا شيخ الإسلام سراج الدّين عمر ابن رسلان البلقيني (٣)، ودرسا للفقهاء المالكية، وجعلت بها منبرا يخطب عليه يوم الجمعة (٤)، ورتّبت لها إماما راتبا يقيم بالناس الصّلوات الخمس، وجعلت بها خزانة كتب.

وأنشأت بجوارها قبّة من داخلها لتدفن تحتها، ورتّبت بشبّاك هذه القبّة عدّة قرّاء يتناوبون قراءة القرآن الكريم ليلا ونهارا، وأنشأت بها منارا عاليا من حجارة ليؤذّن عليه. وجعلت بجوار المدرسة


(١) انظر فيما تقدم ٣٤٤: ٢، ٤٢٩، ٢٣١: ٣ - ٢٣٢. ولا تزال المدرسة الحجازيّة قائمة إلى الآن وتعرف ب «جامع الحجازيّة» بعطفة القفّاصين من شارع حبس الرّحبة بقسم الجمالية. (رجع، المقريزي: السلوك ٧٤٨: ٢؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ١٣٨: ١٠؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٢: ٥، ٦٦: ٦ - ٦٧؛ c Abd al-Raziq، A.، «Un college feminin dans l'Egypt mamluke»، JEA III (١٩٧٨)، pp. ١٥ - ٢٥؛ وعن أعمال الترميم التي تمّت بالمدرسة بين سنتي ١٩٧٩ - ١٩٨٠ انظر عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ١١٨٣: ٢ - ١٢١٧).
(٢) الأمير سيف الدّين ملكتمر بن عبد اللّه الحجازي زوج خوند تتر الحجازية، توفي قتيلا في تاسع عشر شهر ربيع الآخر سنة ٧٤٨ هـ/ ١٣٤٨ م. (ابن حبيب: تذكرة النبيه ٩٨: ٣ - ٩٩؛ المقريزي: السلوك ٧٥٥: ٢؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٨٤: ١٠؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ١٢٧: ٥).
(٣) ترجم المقريزي لشيخه شيخ الإسلام سراج الدّين عمر ابن رسلان البلقيني، المتوفى سنة ٨٠٥ هـ/ ١٤٠٢ م، وقال: وهو أجلّ من أخذت عنه العلم وسمعت عليه الحديث، مع اختصاصي به، ورضى عنه. (درر العقود الفريدة ٤٣١: ٢ - ٤٣٦ وعلى الأخصّ ص ٤٣٤، السلوك ١١٠٨: ٣؛ ابن حجر: إنباء الغمر ٢٤٥: ٢ - ٢٤٧؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٩: ١٣ - ٣٠، المنهل الصافي ٢٨٥: ٨ - ٢٨٨؛ السخاوي: الضوء اللامع ١٠٠: ٦ - ١٠٥).
(٤) انظر عن هذا المنبر دراسة نعمت محمد أبو بكر: «منبر جامع السّتّ تتر الحجازية»، دراسات آثارية إسلامية ١ (١٩٨٧)، ١٤٣ - ١٦٩.