يخطب عليه يوم الجمعة. وكان عامرا بعمارة ما حوله، فلمّا خرب خطّ بركة قرموط تعطّل، وهو آيل إلى أن ينقض ويباع كما بيعت أنقاض غيره (١).
[جامع الفخري]
[أثر رقم ١٨٤]
هذا الجامع بجوار دار الذّهب - التي عرفت بدار بهادر الأعسر - المجاورة لقبو الذّهب من خطّ بين السّورين فيما بين باب (a) الخوخة وباب سعادة (٢)، ويتوصّل إليه أيضا من درب العدّاس المجاور لحارة الوزيرية (٣).
(a) ساقطة من بولاق. (١) ابن حجر: إنباء الغمر ١٠١: ١، وانظر فيما يلي ٥٦٩ - ٥٧٠. (٢) فيما تقدم ٢٠٦: ٣ - ٢٠٧. (٣) يقع جامع الفخري بشارع بورسعيد شمال محكمة جنوب القاهرة الابتدائية، بينها وبين شارع الأزهر. ورغم أنّ المقريزي وأبا المحاسن ذكراه باسم «الجامع»، إلاّ أنّ وقفيّة نسخة كتاب «الانتصار لواسطة عقد الأمصار» لابن دقماق التي كانت بالجامع كتب عليها: «أنّ المقر الكريم العالي المولوي الفخري فخر الدين عبد الغني بن أبي الفرج أوقف هذا الكتاب بمدرسته المعروفة بالفخريّة بخطّ بين السّورين». (فيما تقدم ٥٨: ١ *). ويبدو أنّها كانت مثل جامع السلطان حسن، جامع به مدرسة، وتخطيطها على نمط تخطيط المدارس: صحن فسيح مكشوف فرشت أرضيته بالرّخام الملوّن، يحيط به أربعة إيوانات أكبرها الإيوان الشّرقي. وسمّي الجامع (المدرسة) باسم «جامع البنات» منذ قبل القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي، فقد ذكر الرّحّالة عبد الغني النابلسي - الذي زار مصر سنة ١١٠٥ هـ/ ١٦٩٣ م - أنّ أهل مصر يعرفون هذه المدرسة بجامع البنات «لأنّ البنت التي لا يتيسّر لها زوج تأتي إلى هذه المدرسة في يوم الجمعة والنّاس في الصّلاة وتجلس في مكان هناك؛ فإذا كان النّاس في السّجدة الأولى من الرّكعة الأولى من صلاة الجمعة تمرّ بين الصّفّين وتذهب فيتيسّر لها الزّوج وقد جرّبوا ذلك». (الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشّام ومصر والحجاز، تقديم أحمد عبد المجيد هريدي، القاهرة ١٩٨٦، ٢٨٤). وطرأ على الجامع (المدرسة) تخرّب في فترات متتالية ممّا أدّى إلى إصلاحه وترميمه في أكثر من مناسبة، أهمّها سنة ١٢٦٨ هـ/ ١٨٥١ م، على يد السيدة والدة حسين بيك نجل عزيز مصر القاهرة الحاج محمد علي باشا van). (Berchem، M.، CIA Egypte I، n ٠ ٢٢٩، و ١٣١٣ هـ/ ١٨٩٥ م، وفي عام ١٤٢٢ هـ/ ٢٠٠٢ م. (راجع، علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٤٠: ٤ - ١٤١ (٦٧)؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ٢١٥ - ٢١٧؛ محمد محمد الكحلاوي: منشأة الأمير عبد الغني الفخري «جامع البنات» بشارع بورسعيد - دراسة معمارية فنية، رسالة ماجستير بآثار القاهرة ١٩٨١؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٣٤٧: ٣ - ٣٨٤).