للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زاوية أبي السّعود

[هذه الزّاوية] (a) خارج باب القنطرة من القاهرة، على حافة الخليج، عرفت بالشّيخ المبارك أيّوب السّعودي. كان يذكر أنّه رأى الشّيخ أبا السّعود بن أبي العشائر، وسلك على يديه، وانقطع بهذه الزّاوية، وتبرّك الناس به، واعتقدوا إجابة دعائه، وعمّر وصار يحمل لعجزه عن الحركة (b) لحضور الجماعة (b). حتى مات، عن مائة سنة، أوّل صفر سنة أربع وعشرين وسبع مائة (١).

[زاوية الحمصي]

هذه الزّاوية خارج القاهرة، بخطّ حكر خزائن السّلاح والأوسية، على شاطئ خليج الذّكر من أرض المقس بجوار الدّكّة. أنشأها الأمير ناصر الدّين محمد - ويدعى طيقوش - ابن الأمير فخر الدّين ألطنبغا (c) الحمصي، أحد الأمراء في الأيّام الناصريّة. كان أبوه من أمراء الظّاهر بيبرس.

ورتّب بهذه الزّاوية عشرة من الفقراء القادريّة (d) شيخهم منهم، ووقف عليها عدّة أماكن بجوارها (e) وحصّة من قرية بورين من قرى ساحل الشّام، وغير ذلك في سنة تسع وسبع مائة.

فلمّا خرب ما حولها، وارتدم خليج الذّكر، تعطّلت.

وهي الآن قد عزم مستحقّو ريعها على هدمها، لكثرة ما أحاط بها من الخراب من سائر جهاتها، وصار السّلوك إليها مخوفا بعد ما كانت تلك الخطّة في غاية العمارة، وفي جمادى سنة عشرين وثمان مائة (f) هدمت.


(a) زيادة اقتضاها السياق.
(b) (b-b) إضافة من المسوّدة.
(c) بولاق: الطنبغا.
(d) ساقطة من بولاق.
(e) بولاق: في جوارها.
(f) بولاق: وسبع مائة.
(١) أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٦١: ٩؛ وقارن مع علي مبارك: الخطط التوفيقية ٤٥: ٦ - ٤٦ (١٧)؛ وفيما تقدم ٨١٠.