كنيسة عظيمة عند النصارى اليعاقبة، وهي على اسم السّيّدة، وزعموا أنّها قديمة تعرف بالحكيم زايلون، وكان قبل الملّة الإسلامية بنحو مائتين وسبعين سنة، وأنّه صاحب علوم شتّى، وأنّ له كنزا عظيما يتوصّل إليه من بئر هناك.
[كنيسة تعرف بالمغيثة]
بحارة الرّوم من القاهرة، على اسم السّيّدة مريم.
وليس لليعاقبة بالقاهرة سوى هاتين الكنيستين.
وكان بحارة الرّوم أيضا كنيسة أخرى، يقال لها:
[كنيسة بربارة]
هدمت في سنة ثمان عشرة وسبع مائة. وسبب ذلك أنّ النصارى رفعوا قصّة للسّلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون يسألون الإذن في إعادة ما تهدّم منها، فأذن لهم في ذلك، فعمّروها أحسن ما كانت. فغضبت طائفة من المسلمين، ورفعوا قصّة للسّلطان بأنّ النصارى أحدثوا بجانب هذه الكيسة بناء لم يكن فيها، فرسم للأمير علم الدّين سنجر الخازن والي القاهرة بهدم ما جدّدوه.
فركب، وقد اجتمع الخلائق، فبادروا وهدموا الكنيسة كلّها في أسرع وقت، وأقاموا في موضعها محرابا، وأذّنوا وصلّوا وقرأوا القرآن، كلّ ذلك بأيديهم، فلم تمكن معارضتهم خشية الفتنة. فاشتدّ الأمر على النصارى، وشكوا أمرهم للقاضي كريم الدّين ناظر الخاص، فقام وقعد غضبا لدين أسلافه، وما زال بالسّلطان حتى رسم بهدم المحراب، فهدم وصار موضعه كوم تراب، ومضى الحال على ذلك.