هذا الخطّ أيضا من جملة أراضي الميدان. ولمّا انتقلت القاعة التي كانت سكن أخت الحاكم بأمر اللّه بعد زوال الدّولة الفاطميّة (١)، صارت إلى الملك المفضّل قطب الدّين أحمد ابن الملك العادل أبي بكر بن أيّوب، فاستقرّ بها هو وذرّيته فصار يقال لها الدّار القطبيّة. واتّخذ هذا المكان إسطبلا لهذه القاعة، فعرف بإسطبل القطبيّة.
ثم لمّا أخذ الملك المنصور قلاوون القاعة القطبيّة من مؤنسة خاتون، المعروفة بدار إقبال، ابنة الملك العادل أبي بكر بن أيّوب، أخت المفضّل قطب الدّين أحمد المعروفة بخاتون القطبيّة، وعملها المارستان المنصوري، بنى في هذا الإسطبل المساكن، وصار من جملة الأخطاط (a) المشهورة، ويتوصّل إليه من وسط سوق الخرنشف (b))، ويسلك فيه من آخره إلى المدرسة النّاصريّة والمدرسة الظّاهريّة المستجدّة، وعمل على أوّله دربا يغلق، وهو خطّ عامر.
خطّ باب سرّ المارستان
هذا الخطّ يسلك إليه من الخرنشف (b)، ويصير السّالك فيه إلى البندقانيين. وبعض هذا الخطّ، وهو جلّه ومعظمه، من جملة إسطبل الجمّيزة الذي كان فيه خيول الدّولة الفاطميّة، وقد تقدّم ذكره (٢). وموضع باب سرّ المارستان المنصوري هو باب السّاباط (٣). فلمّا زالت الدّولة واختطّ الكافوري والخرنشف وإسطبل القطبيّة، صار هذا الخطّ واقعا بين هذه الأخطاط، ونسب إلى باب سرّ المارستان لأنّه من هنالك. وأدركت بعض هذه الخطّة وهي خراب.
ثم أنشأ فيه القاضي جمال الدّين محمود القيصري، محتسب القاهرة (٤)، في أيّام ولايته نظر المارستان في سنة إحدى وثمانين وسبع مائة، الطاحون العظيمة ذات
(a) النسخ: الخطط. (b) بولاق: الخرشتف. (١) انظر فيما تقدم ٤٩٩: ٢ - ٥٠٠. (٢) فيما تقدم ٥١٨: ٢. (٣) فيما تقدم ٥٠١: ٢. (٤) القاضي جمال الدّين محمود بن محمد بن عبد اللّه القيصري، المتوفى سنة ٧٩٩ هـ/ ١٣٩٧ م. (راجع عنه، ابن حجر: رفع الإصر ٤٣٣، إنباء الغمر -