للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قصر يلبغا اليحياوي (١)

هذا القصر موضعه الآن مدرسة السّلطان حسن المطلّة على الرّميلة تحت قلعة الجبل (٢). وكان قصرا عظيما أمر السّلطان الملك النّاصر محمد بن قلاوون، في سنة ثمان وثلاثين وسبع مائة، ببنائه لسكنى الأمير يلبغا اليحياوي (٣)، وأن يبنى أيضا قصر يقابله برسم سكنى الأمير ألطنبغا المارديني (٤)، لتزايد رغبته فيهما وعظيم محبّته لهما، حتى يكونا تجاهه، وينظر إليهما من قلعة الجبل. فركب بنفسه إلى حيث سوق الخيل من الرّميلة تحت القلعة، وسار إلى حمّام الملك السّعيد (٥)، وعيّن إسطبل الأمير أيدغمش أمير آخور - وكان تجاهها - ليعمر (a) هو ما يقابله قصرين متقابلين، ويضاف إلى ذلك (b) إسطبل الأمير طشتمر السّاقي وإسطبل الجوق (٦)، وأمر الأمير


(a) بولاق: ليعمره.
(b) بولاق: إليه. الأمير سيف الدّين ماماي الأشرفي الدّوادار، عمّره ورخّمه وزخرفه وتأنّق فيه بعد أن كان هدم غالبه الأمير تمر من محمود شاه حاجب الحجّاب الظّاهري جقمق، وعاد القصر كما كان بل أحسن. وللّه الأمر من قبل ومن بعد».
أقول: وقد زال قصر الحجازيّة (الدّار الحجازيّة) تماما، ويمكن تحديد موضعه الآن بالأرض التي تقوم عليها مصلحة التّمغة والموازين والمكاييل وقسم شرطة الجمالية، ويحد هذا الموضع شارع بيت المال وشارع حبس الرّحبة من الشرق، وعطفة القفّاصين من الشمال وميدان بيت القاضي من الغرب. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٣٨: ١٠ هـ ١، ٢٨٣: ١١ هـ ١؛ Fu ad Sayyid، A.، La Capitale de (I Egypte، p. ٢٦٣.
(١) ذكره المقريزي في مسودة المواعظ ٤١٤ - ٤١٧ تحت عنوان: «العمائر بسوق الخيل تحت القلعة»؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٢١: ٩، ١٩٠؛ ابن إياس ٥٥٩: ١/ ١.
(٢) انظر مدرسة السّلطان حسن فيما يلي ٣١٦: ٢.
(٣) الأمير سيف الدّين يلبغا اليحياوي النّاصري، أحد أكابر الأمراء الخاصّكية، تولّى نيابة كلّ من حماه وحلب ودمشق، وتوفي مقتولا بقافون في العشر الأواخر من جمادى الأولى سنة ٧٤٨ هـ/ ١٣٤٨ م. (راجع، الصفدي: أعيان العصر ٥٨٤: ٥ - ٥٩٢؛ المقريزي: السلوك ٧٥٥: ٢؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٢١٢: ٥ - ٢١٤؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ١٨٥: ١٠، الدليل الشافي ٧٩٣: ٢).
(٤) الأمير علاء الدّين ألطنبغا المارديني (المارداني) السّاقي النّاصري المتوفى سنة ٧٤٤ هـ/ ١٣٤٤ م، صاحب الجامع المنسوب إليه خارج باب زويلة في شارع الدرب الأحمر (انظر فيما يلي ٣٠٨: ٢).
وكان قصر يلبغا اليحياوي يشغل الجزء الجنوبي من أرض جامع السلطان حسن، بينما كان قصر ألطنبغا المارديني يشغل القسم الشمالي الغربي من أرض الجامع.
(٥) حمّام الملك السعيد بركة خان، كان يقع خلف مدرسة السلطان حسن، ولا يوجد له أثر اليوم. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٢٠: ٩ هـ ٢).
(٦) انظر فيما يلي ٦٢٩.