بالمراغة والموضع المعروف بغيط الجرف إلى موردة الحلفاء، فضاء لا يصل إليه ماء النّيل ألبتّة (١).
فأحبّ السّلطان صلاح الدّين يوسف بن أيّوب أن يدير سورا يجمع فيه القاهرة ومصر وقلعة الجبل، فزاد في سور القاهرة، على يد قراقوش، من باب القنطرة إلى باب الشّعريّة وإلى باب البحر؛ يريد أن يمدّ السّور من باب البحر إلى الكوم الأحمر - الذي هو اليوم حافة خليج مصر تجاه خطّ بين الزّقاقين - ليصله أيضا من الكوم الأحمر إلى باب مصر هذا، فلم يتهيّأ له ذلك (a)، وانقطع السّور عند جامع المقس. وزاد في سور القاهرة أيضا من باب النّصر إلى قلعة (b) الجبل فلم يكمل له، ومدّ السّور من قلعة الجبل إلى باب القنطرة خارج (b) مصر، فصار هذا الباب غير متّصل بالسّور (٢).
[باب القنطرة]
هذا الباب في قبلي مدينة مصر، عرف بقنطرة بني وائل التي كانت هناك، وهو أيضا من بناء قراقوش (٣).
(a) بولاق: هذا. (b) (b-b) ساقط من آياصوفيا. (١) كان باب مصر على مقربة من قصر الشّمع، وقد استفاد قراقوش من برجي قصر الشمع ليقيم بينهما بابا، فالجدار الذي يصل بين هذين البرجين استخدم في بنائه الأحجار الضخمة، وهي طريقة مخالفة تماما لطريقة بناء البرجين وتذكّرنا بالطريقة التي بنى بها قراقوش أسوار القاهرة. وكانت توجد وسط هذا الجدار مكان كتابة تاريخية فقدت اليوم، يرى كازانوفا أنّها ليست سوى الكتابة التاريخية الخاصة بباب مصر (Casanova، P.، op.cit.، pp. ٥٤٧ - ٤٩). (٢) فيما يلي ٢٦٤ - ٢٦٥. (٣) كان باب القنطرة يقع عند نقطة التقاء السور الغربي بالسور الجنوبي (Casanova، P.، op.cit.، pp. ٥٤٩ - ٥١).