للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مقام المؤمن]

قيل إنّه مؤمن آل فرعون لأنّه أقام فيه (١). وهذا بعيد من الصّحّة.

[قناطر ابن طولون وبئره [أثر رقم ٣٠٦]]

هذه القناطر قائمة إلى اليوم من بئر أحمد بن طولون التي عند بركة الحبش، وتعرف هذه البئر في زمننا (a) ببئر عفصة، ولا تزال هذه القناطر إلى أثناء القرافة الكبرى، ومن هناك خفيت لتهدّمها، وهي من أعظم المباني (٢).

قال القضاعيّ: «قناطر أحمد بن طولون وبئره بظاهر المعافر»، كان السّبب في بناء هذه القناطر أنّ أحمد بن طولون ركب فمرّ بمسجد الأقدام وحده، وتقدّم عسكره وقد كدّه العطش، وكان في المسجد خيّاط، فقال: يا خيّاط، أعندك ماء؟ قال: نعم. فأخرج له كوزا فيه ماء وقال: اشرب ولا تمدّ، يعني لا تشرب كثيرا. فتبسّم أحمد بن طولون، وشرب فمدّ فيه حتى شرب أكثره، ثم ناوله إيّاه، وقال: يا فتى سقيتنا وقلت لا تمدّ! فقال: نعم، أعزّك اللّه، موضعنا


(a) بولاق: عندنا.
(١) الموفق بن عثمان: مرشد الزوار ٢٠.
(٢) لا تزال بعض عقود قناطر ابن طولون التي تعرف الآن ب «مجرى الإمام» قائمة، يتوصّل إليها من الطريق المؤدي إلى قرافة البساتين؛ فإذا سار المرء في الشّارع المؤدي إلى قبّة الإمام الشافعي ثم يدخل في شارع الطحاوية إلى اليسار، ثم ينعطف إلى اليمين في شارع الكردي، تظهر له بعد ما يقرب من كيلومترين القناطر وبرج المأخذ المتّصل بها على بعد نحو نصف كيلومتر من هذا الشارع المؤدي إلى البساتين والمعادي. وبرج المأخذ هذا هو أكثر أجزاء القناطر الباقية تماسكا، وشيّد عند حافة صخرة بارزة من الأرض يخرج منها واد صغير اقتطع من الصّخر، ويتجه نحو السهل الخصب لمنطقة البساتين. وهي مبنية بآجر يماثل في الشّكل والحجم آجر الجامع الطولوني، وعقودها منكسرة مثل عقود الجامع أيضا. (راجع، البلوي: سيرة أحمد بن طولون ٣٥١؛ ابن دقماق: الانتصار ٥٧: ٤ - ٥٨؛ Hassan، Z.M.، Les؛ Tulunides، pp. ٢٩٥ - ٩٧ زكي محمد حسن: الفن الإسلامي في مصر ٥٥، ٦٤ - ٦٦؛ Creswell، K.A.C.،؛ EMA II، pp. ٣٢٩ - ٣٢ فريد شافعي: العمارة العربية في مصر الإسلامية ٥٠١: ١ - ٥١٠؛ Fu'ad Sayyid، A.، La؛ capitale de l'Egypte، pp. ٥٦ - ٥٧ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٩٧: ١ - ١١٤).