للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجعلها وقفا على المالكيّة، وبها درس نحو وخزانة كتب، وما زالت بيد أولاده.

فلمّا كان في شعبان سنة ثمان وخمسين وسبع مائة، جدّد عمارتها القاضي علم الدّين إبراهيم ابن عبد اللطيف بن إبراهيم - المعروف بابن الزّبير - ناظر الدّولة في أيّام الملك الناصر حسن ابن محمد بن قلاوون، واستجدّ فيها منبرا، فصار يصلّي بها الجمعة إلى يومنا هذا، ولم يكن قبل ذلك بها منبر، ولا تصلّى فيها الجمعة (١).

عبد اللّه بن عليّ

بن الحسين بن عبد الخالق بن الحسين بن الحسن بن منصور بن إبراهيم ابن عمّار بن منصور بن عليّ، صفيّ الدّين أبو محمد الشّيبي الدّميري المالكي - المعروف بابن شكر (٢) - ولد بناحية دميرة، إحدى قرى مصر البحرية، في تاسع صفر سنة ثمان وأربعين وخمس مائة، ومات أبوه، فتزوّجت أمّه بالقاضي الوزير الأعزّ فخر الدّين مقدام، ابن القاضي الأجلّ أبي العبّاس أحمد بن شكر المالكي، فربّاه ونوّه باسمه لأنّه كان ابن عمّه، فعرف به وقيل له ابن شكر.

وسمع صفيّ الدّين من الفقيه أبي الطاهر إسماعيل بن مكّي بن عوف، وأبي الطيّب عبد المنعم ابن يحيى وغيره، وحدّث بالقاهرة ودمشق، وتفقّه على مذهب مالك، وبرع فيه، وصنّف كتابا في الفقه كان كلّ من حفظه نال منه حظّا وافرا، وقصد بذلك أن يتشبّه بالوزير عون الدّين ابن هبيرة (a) وزير العراق (a) (٣).


(a) (a-a) إضافة من المسوّدة.
(١) كانت المدرسة الصّاحبيّة تقع بين المدرسة الزّمامية (جامع الدّاودي) وبين المدرسة الفخرية (جامع أبي سعيد جقمق) في آخر درب سعادة. ذكر علي باشا مبارك أنّه بنيت في موضعها الزاوية المعرفة بزاوية بيرم (الخطط التوفيقية ٥٧: ٦ (٢١)). بينما ذكر محمد بك رمزي أنّ هذه المدرسة قد اندثرت واستولى على أرضها أصحاب الدور المجاورة لها ولم يبق من آثارها إلاّ بعض جدران قبّة قديمة لعلّها موضع القبّة التي دفن تحتها الوزير الفاطمي يعقوب بن كلّس. ويشغل مكان هذه المدرسة الآن منزلان متجاوران رقم ٨ بشارع الوزير (السلطان) الصّاحب (وهو الذي كان يعرف قديما باسم سويقة الصّاحب وكان فيه باب المدرسة)، ورقم ٤ بزقاق سعادة بعطفة السّتّ بيرم بشارع درب سعادة. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٨٠: ٦ - ٢٨١ هـ ٣).
(٢) انظر ترجمته كذلك عند، المنذري: التكملة لوفيات النقلة ١٥٧: ٣ - ١٥٨؛ أبي شامة: تراجم رجال القرنين السادس والسابع ١٤٧؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٢٩٤: ٢٢ - ٢٩٥؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٣٢٧: ١٧ - ٣٣٠؛ المقريزي: المقفى الكبير ٥٩٥: ٤ - ٦٠٢؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٦٣: ٦.
(٣) الوزير عون الدّين يحيى بن هبيرة وزير المقتفي لأمر اللّه -