للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجعل السّور من لبن، وأقام الأبواب من حجارة (١).

وفي نصف جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وثمان مائة، ابتدئ بهدم السّور الحجر فيما بين باب زويلة الكبير وباب الفرج، عند ما هدم الملك المؤيّد شيخ الدّور ليبني جامعه، فوجد عرض السّور في أماكن (a) نحو العشرة أذرع (٢).

السّور الثّالث

ابتدأ في عمارته السّلطان صلاح الدّين يوسف بن أيّوب في سنة ستّ وستين وخمس مائة، وهو يومئذ على وزارة العاضد لدين اللّه (٣). فلمّا كانت سنة تسع وستين وقد استولى على المملكة، انتدب لعمل السّور الطّواشي بهاء الدّين قراقوش الأسدي، فبناه بالحجارة على ما هو عليه الآن. وقصد أن يجعل على القاهرة ومصر والقلعة سورا واحدا، فزاد في سور القاهرة القطعة التي من باب القنطرة إلى باب الشّعريّة، ومن باب الشّعريّة إلى باب البحر.

وبنى قلعة المقس وهي برج كبير، وجعله على النّيل بجانب جامع المقس، وانقطع السّور من هناك، وكان في أمله مدّ السّور من المقس إلى أن يتّصل/ بسور مصر. وزاد في سور القاهرة قطعة


(a) بولاق: الأماكن.
(١) عن السّور الذي بناه بدر الجمالي فيما بين سنتي ٤٨٠ هـ/ ١٠٨٧ م و ٤٨٥ هـ/ ١٠٩٣ م، والذي لم يبق منه سوى قسم من السور الشمالي بين بابي النّصر والفتوح، وقسم من السور الجنوبي على يسار الخارج من باب زويلة في موازاة شارع الدّرب الأحمر وحتى مدخل حارة الروم، راجع: Creswell، K.A.C.، «Fortification-in Islam before A.D. ١٢٥٠»، in Proceedings of the British Academy ١٩٥٢، London ١٩٥٢، p. ١١٣; id.، MAE I pp. ١٧٦ - ٨١; Fu'a? d Sayyid، A.، op.cit.، pp. ٣٨٦ - ٩٩.
(٢) اكتفى المقريزي في السلوك بالإشارة إلى أنه بدئ في حفر أساس الجامع المؤيدي بجوار باب زويلة في الرابع من جمادى الآخرة (السلوك ٣٢٠: ٤).
(٣) أبو شامة: الروضتين ٤٨٨: ١، المقريزي: اتعاظ ٣٢١: ٣، وعن سور صلاح الدين الذي بدأ في بنائه بهاء الدين قراقوش في سنة ٥٧٠ هـ/ ١١٧٤ م انظر، أبا شامة: الروضتين ٦٨٧: ١ - ٦٨٨؛ ابن واصل: مفرج الكروب ٥٢: ١ - ٥٣؛ ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١٩ - ٢٠؛ المقريزي: المسودة ٤١ - ٤٢؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ١٧٦: ٦ - ١٧٧؛ Casanova P.، Histotie et description de la Citadelle du Caire pp. ٥٣٥ - ٥١; Crewell، K.A.
C.، MAE II، pp. ٤١ - ٦٣ - ; Fu'a? d Sayyid، A.،؛ op.cit.، pp. ٦٣٤ - ٤٣ ومؤخّرا مقال نيقولا ورنر Warner، N.، «The Fatimid and Ayyubid Eastern Walls of Cairo: Missing Fargments»، An.Isl. ٣٣ (١٩٩٩)، pp. ٢٨٣ - ٣٠٥؛ وأسامة طلعت عبد النعيم: أسوار صلاح الدين وأثرها في امتداد القاهرة حتى عصر المماليك، رسالة ماجستير بكلية الآثار - جامعة القاهرة ١٩٩٢.