هذه المدرسة بجوار الجامع الأزهر من القاهرة، وهي غربيه ممّا يلي الجهة البحرية (a). أنشأها الأمير علاء الدّين طيبرس الخازنداري نقيب الجيوش كان (b)، وجعلها مسجدا للّه تعالى زيادة في الجامع الأزهر (c) على ما رأيته في كتاب وقفها (c)، وقرّر بها درسا للشّافعيّة (d)، وأنشأ بجوارها ميضأة (c) والفسقيّة التي داخل المقصورة الخشب محل بابها (c) وحوض ماء سبيل ترده الدّوابّ (١).
وتأنّق في رخامها وتذهيب سقوفها، حتى جاءت في أبدع زيّ وأحسن قالب وأبهج ترتيب، لما فيها من إتقان العمل وجودة الصّناعة، بحيث إنّه لم يقدر أحد على محاكاة ما فيها من صناعة الرّخام، فإنّ جميعه أشكال المحاريب (٢)، وبلغت النفقة عليها جملة كثيرة، وانتهت عمارتها
(a) في المسوّدة: من بحريه مما يلي الغربي. (b) كان، إضافة من المسوّدة. (c) (c-c) إضافة من المسوّدة. (d) بولاق: للفقهاء الشافعية. (١) عندما جدّد الأمير عبد الرحمن كتخدا القازدغلي الجامع الأزهر سنة ١١٦٧ هـ/ ١٧٥٤ م «بنى المدرسة الطيبرسية وأنشأها نشوءا جديدا، وجعلها مع المدرسة الآقبغاوية المقابلة لها (فيما يلي ٥٤٠) من داخل الباب الكبير الذي أنشأه خارجهما جهة القبو الموصّل للمشهد الحسيني وخان الجراكسة، وهو عبارة عن بابين عظيمين، كلّ باب بمصراعين وعلى يمينهما منارة وفوقه مكتب أيضا، وبداخله على يمين السّالك بظاهر الطيبرسية ميضأة وأنشأ لها ساقية لخصوص إجراء الماء إليها، وبداخل باب الميضأة درج يصعد منه للمنارة ورواق البغداديين والهنود. فجاء هذا الباب وما بداخله من الطيبرسيّة والآقبغاوية والأروقة من أحسن المباني في العظم والوجاهة والفخامة» (الجبرتي: عجائب الآثار ٧: ٢). وتقع المدرسة الطيبرسية الآن على يمين الداخل من الباب الكبير الذي أنشأه عبد الرحمن كتخدا والمعروف الآن باسم «باب المزيّنين» (لأنّ الحلاّقين كانوا يجلسون في دهليزه قديما لحلاقة شعر طلبة العلم بالأزهر فاشتهر بذلك). (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٩٩: ٩ هـ؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ٣٧: ٤ (١٤)، ٤٤ (١٨)، ٢٢: ٦ (٩)؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ٥٦ - ٥٧؛ Creswell، K.A.C.، EMA II، pp. ٢٥٣ - ٥٤؛ سعاد ماهر: مساجد مصر ٢٠١: ١ - ٢٠٢؛ Raymond، A.، «Les constructions de l'emir c Abd al-Rahman؛ Kathuda au Caire»، An.ISl.XI (١٩٧٢)، p. ٢٣٩ سوسن سعد علي الشامي: دراسة أثرية معمارية لظاهرة إلحاق المدارس بالجامع الأزهر في العصر المملوكي، رسالة ماجستير بكلية الآثار - جامعة القاهرة ١٩٩٤؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ١٥٣: ١ - ١٥٤. (٢) علّق المرحوم حسن عبد الوهاب على هذا الوصف -