كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار - ت أيمن فؤاد سيد

ذكر المدارس - المدرسة الناصرية بجوار الجامع العتيق من مدينة مصر من قبليه - ج: 4 - ص: 454

[المدرسة الناصرية بجوار الجامع العتيق من مدينة مصر من قبليه]

هذه المدرسة عرفت أوّلا ب «المدرسة الناصريّة» (١)، ثم عرفت بابن زين التّجّار - وهو أبو العبّاس أحمد بن المظفّر بن الحسين الدّمشقي المعروف بابن زين التّجّار (٢)، أحد أعيان الشّافعيّة، درّس بهذه المدرسة مدّة طويلة، ومات في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وخمس مائة (٣). ثم عرفت ب «المدرسة الشّريفية»، وهي إلى الآن تعرف بذلك، وكان موضعها يقال له الشّرطة.

وذكر الكندي أنّها خطّة قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري، وعرفت بدار الفلفل. وقال ابن عبد الحكم: كانت فضاء قبل ذلك. وقيل كانت هي والدّار التي إلى جانبها لنافع بن عبد اللّه ابن قيس الفهري، فأخذها منه قيس بن سعد. وسمّيت دار الفلفل لأنّ أسامة بن زيد التّنوخي، صاحب الخراج بمصر، ابتاع من موسى بن وردان فلفلا بعشرين ألف دينار ليهديه إلى صاحب الرّوم، فخزنة فيها (٤). ولمّا فرغ عيسى بن يزيد الجلودي من بناء زيادة الجامع، بنى هذه الدّار شرطة في سنة ثلاث عشرة ومائتين، ثم صارت سجنا يعرف بالمعونة؛ فهدمها السّلطان صلاح الدّين

---

= المعماري للمدارس المتعامدة وتطوره خلال العصر المملوكي الجركسي ٩٢٢: ٧٨٤ هـ - ١٥١٧: ١٣٨٢ م»، مجلة كلية الآثار - جامعة القاهرة ٢ (١٩٧٨)، ١٩ - ٣٠؛ حسن الباشا: «دراسة جديدة في نشأة الطراز المعماري للمدرسة المصرية ذات التخطيط المتعامد»، مجلة كلية الآثار - جامعة القاهرة ٣ (١٩٨٩)، ٤٣ - ٨٠؛ GolVin، L.، La Madrasa Medievale، Paris-Edisud ١٩٩٥، pp.
، ٩٧ - ١٥٤ وفي هذا الكتاب الأخير جمع GolVin العديد من مخطّطات المدارس المتفرّقة في العديد من الدّراسات، كما أعاد رسم بعضها أو رسمها بنفسه إذا لم تكن قد رفعت من قبل؛ وعن مدارس العصر الأيّوبي راجع كذلك Mackenzie، N.D.، Ayyubid Cairo.A؛ Topographical Study، Cairo AUC ١٩٩٢ عفاف صبرة: «المدارس في العصر الأيوبي»، في كتاب تاريخ المدارس في مصر الإسلامية، ١٣٧ - ٢٠٠.
(١) انظر كذلك، ابن خلكان: وفيات الأعيان ٢٠٦: ٧ - ٢٠٧؛ ابن دقماق: الانتصار ٩٣: ٤؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٣٨٥: ٥، ٥٤: ٦ - ٥٥.
والمدرسة الناصرية التي أقيمت مكان دار المعونة بمصر، هي نفسها المدرسة المعروفة بالمدرسة الشّريفية التي كانت بجانب جامع عمرو من جهته الشرقية. وقد زالت هذه المدرسة الآن ويدلّ على مكانها الأرض الفضاء الواقعة في الجنوب الشرقي من جامع عمرو. (ابن دقماق: الانتصار ٩٣: ٤؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ٣١٩: ٣؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٣٨٥: ٥ هـ ١، ٥٥: ٦.
(٢) انظر ترجمة ابن زين التّجّار، المتوفى سنة ٥٩١ هـ/ ١١٩٥ م، عند المقريزي: المقفى الكبير ٦٦٤: ١.
(٣) وتعرف بدار الزّلابية.
(٤) ابن عبد الحكم: فتوح مصر ٩٨، ٩٩.