للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وله منصب التّوقيع بالقلم الدّقيق، وله طرّاحة ومسند وفرّاش يقدّم إليه ما يوقّع عليه، وله موضع من حقوق ديوان المكاتبات لا يدخل إليه أحد إلاّ بإذن، وهو يلي صاحب ديوان المكاتبات في الرّسوم، والكساوي وغيرها (١).

التّوقيع بالقلم الجليل

وهي رتبة جليلة، ويقال لها: «الخدمة الصّغرى»، ولها الطّرّاحة والمسند بغير حاجب، بل الفرّاش لترتيب ما يوقّع عليه (a) (٢).

مجلس النّظر في المظالم

كانت الدّولة إذا خلت من وزير صاحب سيف، جلس صاحب الباب في باب الذّهب بالقصر وبين يديه النّقباء/ والحجّاب، فينادي المنادي بين يديه: يا أرباب الظّلامات فيحضرون:

فمن كانت ظلامته مشافهة أرسلت إلى الولاة والقضاة رسالة بكشفها. ومن تظلّم ممّن ليس من أهل البلدين أحضر قصّة بأمره، فيتسلّمها الحاجب منه. فإذا جمعها أحضرها إلى الموقّع بالقلم الدّقيق فيوقّع عليها، ثم تحمل إلى الموقّع بالقلم الجليل، فيبسط ما أشار إليه الموقّع الأوّل، ثم تحمل في خريطة إلى الخليفة، فيوقّع عليها، ثم تخرج في الخريطة إلى الحاجب، فيقف على باب القصر ويسلّم كلّ توقيع لصاحبه.

فإن كان وزيره صاحب سيف، جلس للمظالم بنفسه، وقبالته قاضي القضاة ومن جانبيه شاهدان معتبران، ومن جانب الوزير الموقّع بالقلم الدّقيق، ويليه صاحب ديوان المال، وبين يديه صاحب الباب وإسفهسلار العساكر، وبين أيديهما النّوّاب والحجّاب على طبقاتهم. ويكون الجلوس بالقصر في مجلس المظالم في يومين من الأسبوع.

وكان الخليفة إذا رفعت إليه القصّة وقّع عليها: «يعتمد ذلك إن شاء اللّه». ويوقّع في الجانب الأيمن منها: «يوقّع بذلك»، فتخرج إلى صاحب ديوان المجلس، فيوقّع عليها جليلا، ويخلّي


(a) بولاق: فيه.
(١) نفسه ٨٨؛ نفسه ١٤١: ١/ ٤؛ نفسه ٤٨٧: ٣؛ نفسه ٣٣٨: ٣.
(٢) نفسه ٨٨.