هذه الدّار على يسرة من سلك من باب حارة برجوان تحت القبو طالبا حمّام الرّومي، عرفت بالأمير علم الدّين سنجر الجمقدار من الأمراء البرجيّة، وقدّمه الملك النّاصر محمد تقدمة ألف بعد مجيئه من الكرك إلى مصر، ثم أخرجه إلى الشّام، فأقام بها إلى أن حضر قطلوبغا الفخري في نوبة أحمد بالكرك، فحضر معهم واستقرّ عن (a) الأمراء بالدّيار المصرية إلى أن مات يوم الجمعة تاسع رمضان سنة خمس وأربعين وسبع مائة، وقد كبر وارتعش، وكان روميّا ألثغ (١).
ثم صارت لخالد بن الزّرّاد المقدّم، فلمّا قبض عليه ومات في ثاني عشرين جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وسبع مائة تحت المقارع، ارتجعت عنه لديوان السّلطان حسن، فصارت في يد ورثته إلى أن باع بعض أولاده أسهما منها، فاشتراها الأمير سودون الشّيخوني نائب السّلطنة (٢). ثم تنقّلت - وبعضها وقف بيد أولاد السّلطان حسن بن محمد ابن قلاوون - إلى أن ملك ما تملّك منها بالشّراء قاضي القضاة عماد الدّين أحمد بن عيسى الكركي (٣) وسكنها إلى أن سافر، فصارت من بعده لورثته، فباعوها للشّيخ زين الدّين أبي بكر القمني، وهي بيده الآن.
(a) بولاق: من. (١) انظر عن الأمير علم الدّين سنجر الجمقدار فيما تقدم ١٦٥. (٢) الأمير سيف الدّين سودون الشّيخوني الفخري نائب السّلطنة بالديار المصرية، المتوفى سنة ٧٩٨ هـ/ ١٣٩٦ م. (ابن الفرات: تاريخ الدول والملوك ٤٤٧: ٩؛ المقريزي: السلوك ٨٦٥: ٣؛ ابن حجر: إنباء الغمر ٥١٧: ١؛ أبو المحاسن: المنهل الصافي ١٠٤: ٦ - ١٠٩، النجوم الزاهرة ١٥١: ١٢؛ الصيرفي: نزهة النفوس ٤٣٤: ١). (٣) قاضي القضاة عماد الدّين أبو العباس أحمد بن عيسى ابن موسى بن عيسى بن سليم العامري الأزرقي المقبري الكركي، المتوفى سنة ٨٠١ هـ/ ١٣٩٩ م. (المقريزي: السلوك ٩٧٤: ٣، المقفى الكبير ٥٥٥: ١ - ٥٥٧؛ ابن حجر: رفع الإصر ٦٦ - ٦٨، إنباء الغمر ٦٠: ٢ - ٦٢، ذيل الدرر الكامنة ٦٥ - ٦٦؛ أبو المحاسن: المنهل الصافي ٥٤: ٢ - ٥٥، النجوم الزاهرة ٣: ١٣؛ السخاوي: الضوء اللامع ٦٠: ٢ - ٦١).