أتيت لقبر الشّافعيّ أزوره … فعارضنا فلك وما عنده بحر
فقلت تعالى اللّه تلك إشارة … تشير بأنّ البحر قد ضمّه القبر
وقال شرف الدّين أبو عبد اللّه محمد بن سعيد بن حمّاد البوصيري صاحب البردة:
[الطويل]
بقبّة قبر الشّافعيّ سفينة … رست في بناء محكم فوق جلمود
ومذ غاض طوفان العلوم بقبره اس … توى الفلك من ذاك الضّريح على الجودي (١)
ومنها:
قبر الإمام الليث بن سعد ﵀(٢)
قد اشتهر قبره عند المتأخّرين. وأوّل ما عرفته من خبر هذا القبر: أنّه وجدت مصطبة في آخر قباب الصّدف (٣) - وكانت قباب الصّدف أربع مائة قبّة فيما يقال - عليها مكتوب:
«الإمام الفقيه الزّاهد العالم الليث بن سعد بن عبد الرّحمن أبو الحارث المصري، مفتي أهل مصر».
(١) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ٨١. وانظر عن العشاري الموجودة فوق قبّة الشّافعي، محمد وصفي محمد: «مقام الإمام الشافعي والعشاري ٦٠٨ هـ - ١٢١١ م»، مجلة كلية الآثار - جامعة القاهرة ٢ (١٩٧٧)، ٢٢٠ - ٢٣٢؛ van Reeth، J.، «La barque de l'Imam ash-Shafi c i»، dans U.Vermeulen (ed.) Egypt and Syria in Fatimid، Ayyubid and Mamluk Eras، II، pp. ٢٤٩ - ٦٣. (٢) ما زال قبر الإمام الليث قائما بشارع الإمام الليث جنوب قبّة الإمام الشافعي، راجع حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ١٩٨ - ٢٠١؛ وانظر مراجع ترجمة الليث بن سعد، المتوفى سنة ١٧٥ هـ/ ٧٩١ م فيما تقدم ٣٦٤ هـ ١. (٣) في مرشد الزوار ٤٠٥، ٤٠٨، ٤٧٧: «قباب الصّدفيين»، وفي الكواكب السيارة ٨٣: «مقابر بني الصّدف» الذين منهم المؤرّخ المصري أبو العبّاس أحمد ابن يونس بن عبد الأعلى الصّدفي الشّافعي.