يا طالب الدّكّة نلت الهنا (c) … وفزت منها ببلوغ الوطر
قنطرة من فوقها دكّة … من تحتها تلق خليج الذّكر
قناطر بحر أبي المنجّا
هذه القناطر من أعظم قناطر مصر وأكبرها (١)، أنشأها السّلطان الملك الظّاهر ركن الدّين بيبرس البندقداري في سنة خمس وستين وست مائة، وتولّى عمارتها الأمير عزّ الدّين أيبك الأفرم (d) (٢).
[قناطر الجيزة]
قال في كتاب «عجائب البنيان»(٣): إنّ القناطر الموجودة اليوم في الجيزة من الأبنية العجيبة،
(c) بولاق: المنى. (d) هنا على هامش آياصوفيا: بياض أربعة أسطر. هذه القنطرة وأعاد حفر الخليج وجعله يصبّ في بركة الأزبكية التي أنشأها عوضا عن بركة بطن البقرة وعرف باسم خليج الأزبكية (ابن إياس: بدائع الزهور ١١٧: ٣). وذكرت القنطرة بنفس الاسم على خريطة القاهرة التي رسمها علماء الحملة الفرنسية سنة ١٧٩٨ (F-١٤، ٣٥٠). ثم زالت القنطرة نهائيّا هي والخليج في مشروع تطوير منطقة الأزبكية في عهد الخديو إسماعيل Behrens-) (Abouseif، D.، op.cit.، p. ٥، ١٢ .. وكانت قنطرة الدّكة تقع في النقطة التي يلتقي عندها الآن شارع قنطرة الدكة مع شارع الجمهورية. (محمد الششتاوي: متنزهات القاهرة ٢٢١ - ٢٢٢). وعن الأمير بدر الدّين التّركماني، انظر فيما يلي ٣١٣: ٢. (١) قناطر بحر أبي المنجّا. وصفها أبو المحاسن بأنّها «من المباني العجيبة في الحسن والإتقان» (النجوم الزاهرة ١٤٨: ٧، ١٩٣؛ وانظر عن بحر أبي المنجّا (المعروف الآن بترعة الشّرقاوية) فيما تقدم ٥٨٤: ٢ - ٥٨٧). وكانت هذه القناطر قد تشعّثت وآلت إلى السّقوط، فأمر السّلطان الأشرف قايتباي بتجديد عمارتها في جمادى الآخرة سنة ٨٩٢ هـ/ ١٤٨٧ م، بإشراف البدري حسن بن الطّولوني، وتكلّف ذلك سبعة آلاف دينار (ابن إياس: بدائع الزهور ٢٤٠: ٣). وما تزال بقايا هذه القناطر موجودة إلى الآن غربي المساكن القائمة بناحية ميت نما بمركز قليوب وسط أرض زراعية ومزيّنة بعدّة من صور السّباع، رنك الملك الظاهر بيبرس. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٤٨: ٧ هـ ٤، ١١٤: ٩؛ Creswell، K.A.C.، «The Works of Sultan Bibars al-Bunduqdarl in Egypt»، BIFAO XXVI (١٩٢٦)، pp. ١٤٣ - ٥٤; id.، MAEII، pp. ١٤٨ - ٥٤ (وانظر اللوحة). (٢) ابن دقماق: الانتصار ٤٧: ٥؛ ابن إياس: بدائع الزهور ٤٧٠: ١/ ١. (٣) هذا الكتاب لشافع بن عليّ (انظر مقدمة المجلّد -