وقال ابن الكندي: أربع كور بمصر ليس على وجه الأرض أفضل منها، ولا تحت السّماء لهنّ نظير: كورة الفيّوم، وكورة أتريب، وكورة سمنّود، وكورة أنصنا (١). وكورة أتريب من جملة كور أسفل الأرض، وهي مائة وثماني قرى.
وكان يقال مدائن السّحرة من ديار مصر سبع، وهي: أرمنت، وبنا، وبوصير، وأنصنا، وصان، وأتريب، وصا (٢).
ذكر مدينة تنّيس
تنّيس -
بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وكسر النون المشدّدة وياء آخر الحروف وسين مهملة - بلدة من بلاد مصر في وسط الماء، وهي من كورة الخليج، سمّيت بتنّيس بن حام بن نوح، ويقال بناها فليمون من ولد أتريب بن قبط (a) أحد ملوك القبط في القديم (٣).
قال ابن وصيف شاه: وملكت بعد أتريب ابنته [تدورة] (b)، فدبّرت الملك وساسته بأيد وقوّة، خمسا وثلاثين سنة، وماتت. فقام بالملك من بعدها ابن أختها (c) فليمون الملك، فردّ الوزراء إلى مراتبهم، وأقام الكهّان على مواضعهم، ولم يخرج الأمر عن رأيهم، وجدّ في العمارات وطلب
(a) بولاق: قبطيم. (b) إضافة مما تقدم ١٣٨: ١. (c) فيما تقدم ١٣٨: ١ أخوها. (١) ابن الكندي: فضائل مصر ٣٦. (٢) انظر فيما تقدم ٣٤. (٣) تنّيس. مدينة مندرسة، وهي جزيرة كانت قريبة من البر ما بين الفرما ودمياط يحيط بها البحر من كل جهة، وكان النيل في وقت الفيضان تغلب حلاوته على ماء البحر فتصير البحيرة حلوة، فحينئذ يدخر أهل تنيس المياه في صهاريجهم لسنتهم. واشتهرت في العصر الفاطمي بصناعة الثياب الملونة والبوقلمون (ناصر خسرو: سفرنامه ٧٧). ولا تزال الجزيرة التي كانت بها مدينة تنيس موجودة إلى اليوم ببحيرة المنزلة وتعرف بجزيرة تنيس وبها بعض بقايا من الطوب الأحمر المخلف من مبانيها القديمة، وهي تقع على بعد تسعة كيلومترات جنوب غربي مدينة بور سيعد الحالية. (راجع، البكري: جغرافية مصر ٩٠ - ٩٢؛ مجهول: الاستبصار ٨٧ - ٨٨؛ ياقوت: معجم البلدان ٥١: ١ - ٥٤؛ النويري: نهاية الأرب ٢٥٢: ١؛ ابن دقماق: الانتصار ٧٨: ٥ - ٧٩؛ محمد رمزي: القاموس الجغرافي ١٩٧: ١ - ١٩٨؛ محمد بن أحمد بن بسام المحتسب: «أنيس الجليس في أخبار تنيس»، نشر وتحقيق جمال الدين الشيال، مجلة المجمع العلمي العراقي ١٤ (١٩٦٧)، ١٥١ - ١٨٩؛ جابر سلامة المصري: «مدينة تنيس في التاريخ الإسلامي»، مجلة كلية الآداب - جامعة الإسكندرية ٣٥ (١٩٨٧)، ٨٩ - ١٤٢؛ Maspero &Wiet، Materiaux، pp. ٦٠ - ٦١; Mouton، J.M.، El ٢? (art.Tinnis X، pp. ٥٧٠ - ٧١