للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان ممّا له على السّلطان من المرتّب في كلّ يوم مخفيّتان، يأخذ عنهما من بيت المال كلّ يوم سبع مائة درهم: عن كلّ مخفيّة ثلاث مائة وخمسين درهما. وكان السّلطان إذا أنعم على أحد بشيء أو ولاّه وظيفة، قال له: «روح إلى الأمير بكتمر وبوس يده». وكان جيّد الطباع، حسن الأخلاق، ليّن الجانب، سهل الانقياد، .

خانكاه (a) قوصون

هذه الخانكاه (a) (١) في شمالي القرافة، ممّا يلي قلعة الجبل، تجاه جامع قوصون (b) بباب القرافة (b).

أنشأها الأمير سيف الدّين قوصون، وكملت عمارتها في سنة ستّ وثلاثين وسبع مائة (٢)، وقرّر في مشيختها الشّيخ شمس الدّين أبا الثّناء محمود بن أبي القاسم أحمد الأصفهاني، ورتّب له معلوما سنيّا من الدّراهم والخبز واللحم والصّابون والزّيت، وسائر ما يحتاج إليه حتى جامكيّة غلام بغلته، واستقرّ ذلك في الوقف من بعده لكلّ من ولي المشيخة بها.

وقرّر بها جماعة كثيرة من الصّوفيّة، ورتّب لهم الطعام واللحم والخبز في كلّ يوم، وفي الشهر المعلوم من الدّراهم ومن الحلوى والزّيت والصّابون. وما زالت على ذلك إلى أن كانت المحن من سنة ستّ وثمان مائة، فبطل الطعام والخبز منها، وصار يصرف لمستحقيها مال من نقد مصر، وتلاشى أمرها من بعد ما كانت من أعظم جهات البرّ وأكثرها نفعا وخيرا. وقد تقدّم ذكر قوصون عند ذكر جامعه من هذا الكتاب (٣).


(a) بولاق: خانقاه.
(b) (b-b) إضافة من المسوّدة.
(١) انظر عن جامع قوصون بالقرافة، فيما تقدم ٣١٨.
(٢) يوجد أسفل ودائر مئذنة الخانقاه كتابة تاريخية، نصّها: «الآيات ٤١ - ٤٣ سورة الأحزاب - وذلك بتاريخ سنة سبع وثلاثين وسبع مائة».
ولم يبق من هذه الخانقاه إلاّ قبّتها الشمالية والمئذنة المعروفة ب «المئذنة الكبيرة» أو «الوسطى» الواقعة غربي مقام جلال الدّين السّيوطي خارج باب القرافة. (مجهول المؤلف: تاريخ سلاطين المماليك ١٩٠ - ١٩١، ٢٢٧؛ المقريزي: السلوك ٣٩٠: ٢، ٥٩٢، ٧٤٨؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٠٧: ٩؛ Ibrahim، L.A.، «The Great Hanqah of the Emir Qawsun in Cairo»،؛ MDAIK ٣٠ (١٩٧٤)، pp. ٣٧ - ٥٧ محمد أبو العمايم: «المئذنة القبلية وما حولها من الآثار خارج باب القرافة بالقاهرة»، حوليات إسلامية An.Isl. ٣٤ (٢٠٠٠)، ٤٥ - ٨٩؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٦٨٣: ٢ - ٦٩٠، ٦٩١ - ٦٩٨).
(٣) فيما تقدم ٢٢٤ - ٢٢٦.